«ديلي ميل» وموقعها الإلكتروني يدمجان عملياتهما

كشفت إجراءات اتخذتها اثنتان من كبريات المؤسسات الإعلامية في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا أمس الأول، حجم المعاناة التي تمر بها صناعة الصحافة والإعلام، خصوصاً الصحافة الورقية. ففي لندن أعلنت مذكرة وجهها رئيس تحرير صحيفة «ديلي ميل» تيد فيريتي، ورئيس تحرير موقع «ميل أونلاين» داني غروم إلى موظفي الوحدتين أنهما سيبدآن مراجعة شاملة لعملياتهما، بحيث يمكن دمج قسمي الأخبار في الصحيفة والموقع الإلكتروني لـ«تحرير مزيد من الموارد». وقالت الشركة الناشرة، إن الجهد يهدف لضمان مستقبل رقمي للمؤسستين اللتين تتقاطعان مراراً، وتتنافسان فيما بينهما. وقالت صحيفة «ديلي تلغراف» أمس، إن الخطوة أثارت مخاوف من أنها قد تنطوي على خفض عدد كبير من الوظائف. وقال رئيسا تحرير الصحيفة وموقعها الإلكتروني، إنه مما لا شك فيه أن الحرب في أوكرانيا، وأزمة أسعار الطاقة، وارتفاع كلفة المعيشة تسبب في صعوبات عدة للمؤسسة. وأضافا أنه لا بد من وضع حد لازدواجية العمل بين الصحيفة وموقعها الإلكتروني. وأضافا في مذكرتهما للعاملين، أن الخطوة التي أقدما على اتخاذها ستتيح لمحرري الموقع الإلكتروني اختيار أخبار أفضل للنشر إلكترونياً؛ فيما سيتيح الإجراء لمحرري «ديلي ميل» التفرغ للبحث عن أخبار «خاصة وحصرية»، وتحليلات معمّقة، إلى جانب التقارير الإخبارية المعتادة. ويصل عدد من يتصفحون موقع «ميل أونلاين» مجاناً إلى نحو 24.7 مليون نسمة شهرياً. ويضمن الموقع خدمة تسمى «ميل بلَسْ» تفرض اشتراكاً مدفوعاً نظير الاطلاع على خدمة الموقع، والمواد المأخوذة من صحيفة «ديلي ميل» اليومية. وأشارت «التلغراف» إلى أن «ديلي ميل» الورقية تعد من أنجح الصحف الورقية في المملكة المتحدة. ونجحت «ديلي ميل» في 2020 في تخطي صحيفة «ذا صن» الشعبية لتحتل لقب الصحيفة البريطانية الأكثر مبيعاً. بيد أنها بدأت تواجه تناقصاً خطيراً في إعلاناتها الورقية هذه السنة، مع تراجع المؤشرات الاقتصادية في بريطانيا، وارتفاع تكلفة الطباعة نتيجة الارتفاع الشديد لأسعار الطاقة. ويملك «ديلي ميل» لورد روذرمير الذي أسست عائلته هذه الصحيفة في سنة 1896. وقال رئيسا تحرير «ديلي ميل» الورقية والإلكترونية، إنهما واثقان من أن قرارهما دمج غرفتي الأخبار في الوحدتين سيزيد قدرتهما على تحقيق مزيد من النجاح، والنفوذ، والتشويق، ورضاء المحررين العاملين في الجانبين.

وفي واشنطن؛ أعلنت شبكة «سي إن إن» (الثلاثاء) أنها قررت تسريح عدد من العاملين في وحدتها التي تقوم بإنتاج «البودكاست»، في سياق أحد إجراء اتخذته مؤسسة وارنر بروذرز وديسكفري ووحدة الأخبار التابعة لها. ونقلت بلومبيرغ عن أحد المحررين الذين تم الاستغناء عنهم، أن الشركة أبلغتهم بأنها أقدمت على هذا القرار لأنها ستنتج عدداً أقل من «البودكاست» خلال السنة القادمة. وقال متحدث باسم الشبكة لبلومبيرغ أمس، إنه فيما ستظل الشبكة مهتمة بالعمل الإذاعي، لكنها كونت خبرة أتاحت لها إعادة ضبط إستراتيجية توظيف مواردها في هذا المجال. وأشارت بلومبيرغ إلى أن مؤسسة وارنر بروس تسعى إلى خفض النفقات بحدود 3 مليارات دولار منذ اندماجها في أبريل الماضي مع شبكة ديسكفري. وقامت الشبكة خلال سبتمبر الجاري بتسريح 100 من مندوبي المبيعات، بعدما سرّحت أيضاً 70 من موظفي البرمجة في شبكتي HBO وHBO MAX اللتين تملكهما. ويذكر أن الرئيس التنفيذي لـ «سي إن إن» كان أصدر قراراً في وقت سابق هذا العام بإغلاق خدمة CNN+ التي أطلقتها الشركة، بعد نحو شهر فحسب من إطلاقها.