قبل نحو ثلاثين عامًا كان صبحي إبراهيم، 56 سنة، من السيدة زينب، يعمل بأحد المطاعم في منطقة العتبة، قبل أن يتعرف على زوجته عن طريق المصادفة عندما جاءت إليه لشراء «سندوتش طعمية».
كان هذا الموقف بمثابة لحظة فارقة في حياة الرجل، الذي قرر الذهاب إلى ذويها لخطبتها، بعدما رأى منها علامات تشير إلى القبول، ما دفعه إلى سؤالها عن عنوان أهلها، وبالفعل ذهب الرجل وتقدم بشكل رسمي لخطبتها من شقيقها وذلك لأنها «يتيمة»، وبعد فترة خطوبة قصيرة عقد القران لتبدأ فصول رواية حب رومانسية بينهما.
وفاء زوجة.. تقف مع زوجها علي «فرش طعمية»
يحكي «صبحي» الذى يعمل وزوجته على عربة فول لـ«»، أنه في أول لقاء جمعه بها عاهدته علي مواصلة السير معه حتي نهاية العمر وكما وعدت أوفت، وحتى الآن تقف إلى جواره دون أن تشكو يوما من طول فترة وجودها في الشارع: «عشنا مع بعض على الحلوة والمرة وأشهد لها بأنها وقفت جانبي وساعدتني في الظروف الصعبة اللي مرينا بيها، وتربية ولادي التلاتة اللى خلصوا تعليمهم، واتخرجوا من الجامعة واتجوزوا وبقى عندنا منهم 5 أحفاد».
تدين الابنة «ياسمين» لوالديها بالفضل في تربيتها أفضل تربية: «عملوا كل اللي عليهم وزيادة، طول عمرهم في الشارع علشاني أنا وإخواتي ورغم الظروف الصعبة إلا أنه قدر يكبرنا ويدخلنا الجامعة وصمم إنه يخلينا في البيت معززين مكرمين، رغم تعبه هو وماما، وفضل في ضهرنا لحد ما جوزنا».
تتذكر «ياسمين» مواقف والدتها التي تعلمت منها، والتى من بينها عندما مرضت جدتها «والدة أبيها»، وقتها كرست أمها كل جهودها من أجل خدمة حماتها: «جدتي كانت كفيفة وامي رفضت تسيبها وكانت عايشة معانا في نفس الأوضة وفضلت تخدمها 26 سنه لحد ما توفيت، أمي كانت عين جدتي أم ابويا، اللي بتشوف بيها وعمرها ما اشتكت مرة ولا حسيت ابويا انها زعلانه».
بعد تلك السنوات لا يزال الأب يعمل ومعه زوجته، فمع دقات الخامسة صباحا تستيقظ الأم أولا، لتحضر الفول وتجهزه بعد أن توقظ الأب: «شقيانين علينا لحد دلوقتي ولسه أمي لحد دلوقتي رافضة تسيب أبويا لوحده، وأنا نفسي أفرحهم بأي حاجة، لأني بعتبرهم أجمل كابل شوفته في حياتي».