اليأس والفقر يحاصران الإيرانيين

بعد انتهاء مسرحية انتخابات الملالي بإعلان فوز إبراهيم رئيسي المقرر تنصيبه رسمياً بأداء اليمين الدستورية في أوائل أغسطس القادم، أصبحت المؤسسات الإيرانية الرئيسية الآن تحت سيطرة المحافظين، من الرئاسة والجيش إلى البرلمان والقضاء. وقال مراقبون سياسيون إن مثل هذه النتائج تظهر أن إيران تتجه نحو دولة الحزب الواحد، في وقت تحاول فيه طهران إحياء الاتفاق النووي الذي من شأنه أن يحرر البلاد من بعض العقوبات الأمريكية. وتعكس النتائج حالة اليأس التي وصل لها الشعب الإيراني بعد تدني نسبة المشاركة التي تعتبر الأقل تاريخيا منذ عام 1979. ووفقا لصحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن الإصلاحيين والمعتدلين في سباق الرئاسة لم يحصلوا إلا على نسبة منخفضة من الأصوات، فيما مثلت بطاقات الاقتراع الباطلة نحو 14% من العدد الإجمالي، وهي ثاني أكبر حصة من الأصوات. وبحسب وزارة الداخلية الإيرانية، حصل رئيسي على 17.9 مليون صوت، أي ما يعادل 62% من الأصوات المدلى بها، بينما حصل المنافس الآخر عبدالناصر همتي المرشح المعتدل الوحيد المتبقي في السباق على نحو 8.5% من الأصوات. وجاء انتصار رئيسي إلى حد كبير نتيجة للمشاركة المنخفضة تاريخيا بنسبة 48.8%، ما يعطي انطباعا على الانقسامات داخل المجتمع الإيراني وانعكاس الاستياء على نطاق واسع من عدم وجود خيار حقيقي في التصويت. واعتبر الأستاذ المشارك في التاريخ الدولي بكلية لندن للاقتصاد روهام ألفاندي أن العديد من الإيرانيين فقدوا أي أمل في الإصلاح، مضيفا أن الإصلاحيين الذين دعوا الناس للتصويت تم تجاهلهم إلى حد كبير.