خرج على المعاش بعد رحلة طويلة من العمل في شركة طيران، واختار أن يتعلم فن الخط العربي، وأتقن عدة أنواع من الخطوط، وبدأ يتفنن في رسم اللوحات وبيعها، حتى ذاع صيت صلاح يوسف، 73 عاماً، في منطقته، ثم قرر من جديد تغيير نشاطه ليتجه إلى تصليح مكن الخياطة، وافتتح محله الذي جعله في خدمة المحتاجين، إذ يساعد كل فرد يبحث عن فرصة عمل، يعلمه أصول المهنة ويضع قدمه على أول الطريق: «كل الشباب هنا ولادي، وبحب أساعد الناس لأن ده اللى باقي».
الخوف من الفراغ بعد المعاش
قبيل بلوغه سن المعاش كان «عم صلاح» يفكر ماذا سيفعل بعد أن تنتهي رحلته العملية، ويبحث عن فكرة مشروع يرحمه من الجلوس على المقاهي، بحسب وصفه، ويُشعره بالتجديد ويُشجعه على مواصلة طموحه: «أكتر حاجة أكرهها الفراغ، والحمد لله ربنا قدّرني وفتحت مشروع واخد كل وقتي ومخليني مبسوط ومرتاح وقادر أقف أشتغل في السن ده».
رحلت شريكة عمره وتزوج أبناؤه الثلاثة بعد انتهاء دراستهم الجامعية، وظل «عم صلاح» بمفرده بين جدران شقته يقاوم الوحدة بعمله الجديد، الذى خلق له صحبة ورفقاء يجلس ويتبادل الحكايات معهم: «مابقدرش أقعد في البيت خالص، لأني مابحبش أكون لوحدي، والمحل مالي عليا حياتي وشغلي موجود والحياة ماشية وبتحلوّ».
تشجيع مجموعة شباب على افتتاح مشروع
يحكي الرجل السبعيني، أنه يجلس أمام محله يراقب الشباب الذين يجلسون على المقهى المجاور له، ويبحثون عن فرصة عمل، الأمر الذى جعله يفكر في مساعدتهم بالتحدث إليهم لفتح أبواب رزق لهم بحكم خبرته ومعارفه: «كان فيه مجموعة شباب بشوفهم قاعدين على القهوة دايماً، رُحت اتكلمت معاهم وشجعتهم يعملوا مشروع، وبالفعل استجابوا لكلامى وربنا كرمهم، وفرحت إنى قدرت أدلهم على الطريق الصحيح».