أكدت صحيفة عبرية فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام “الشاباك” في حل لغز شبكات المقاومة المسلحة “العفوية” في الضفة الغربية المحتلة.
ونوهت صحيفة “معاريف” العبرية في تقرير أعده تل ليف رام، إلى الاستعدادات العسكرية التي يسخرها جيش الاحتلال من أجل مواجهة العمليات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، معتبرة أن “عدد الجنود العالي يجسد جيدا التوتر والخوف من تصعيد إضافي في هذه الجبهة”.
تسخين الأجواء
وأشارت إلى المواجهات العنيفة التي وقعت في العديد من المناطق الفلسطينية مثل نابلس، وذلك بسبب اعتداءات المستوطنين، مؤكدة أن حالة الأمن التي كانت تسود لدى المستوطنين من سكان المستوطنات في الضفة الغربية لم تعد موجودة.
ولفتت الصحيفة إلى أن “تسخين الأجواء في حوارة يروي أجزاء من قصة تصعيد الأشهر الأخيرة في شمال الضفة؛ فهناك المواجهات وعمليات إطلاق النار الكثيرة، التي يعود أصلها إلى قلب جنين ونابلس، لكن الخطر الحقيقي على استقرار المنطقة يوجد في المناطق التي يكون فيها الاحتكاك بين المستوطنين والفلسطينيين بشكل يومي.. لقد تغير الواقع من أقصاه إلى أقصاه في غضون وقت قصير”.
وأكدت أن اعتداءات “المتطرفين اليهود” على السكان الفلسطينيين مستمرة، فـ”الرشق بالحجارة وتخريب العتاد الفلسطيني وتحطيم السيارات، لم تعد أحداثا شاذة”، مؤكدة أن جهاز الأمن والجيش والشرطة يجدون صعوبة في صد المواجهات الآخذة في الاتساع.
ونبهت إلى أن جيش الاحتلال لمس في السنوات الأخيرة أهمية الهدوء في الضفة وخاصة في “حوارة” التي تقع على بعد 8 كيلومترات جنوبي مدينة نابلس، كـ”مصلحة أمنية واضحة”، معتبرة أن “تغيير الواقع الأمني، هو فشل عسكري أيضا، يقف كالتحدي الأهم للجيش”.
وأضافت: “إلى جانب موجة العمليات، فإن جهاز الأمن يحدد المواجهات حول رفع الأعلام الفلسطينية على طول الطريق الذي يقطع القرية (حوارة) في هذه السنة كنقطة انعطافة هامة سرعت ميل التصعيد والمواجهات بين الفلسطينيين والمستوطنين، كما أن سلوك الجيش بحماية المستوطنين وإنزال الأعلام، اعتبر استفزاز زائدا رفع فقط مستوى التوتر وسخن الأجواء”.
وبينت “معاريف” أن جيش الاحتلال خلال عمله “ينجر خلف صوت المتطرفين اليهود، ويعتقل قليلا ممن يقوم منهم بأعمال عنف واعتداءات (على ممتلكات الفلسطينيين)”.
نابلس أم جنين
وأفادت بأن مجموعة “عرين الأسود” التي تعمل في نابلس، نفذت العديد من عمليات إطلاق النار ضد قوات الاحتلال قرب “حوارة”، مضيفة أنه “يدور الحديث عن شبكة مقاومة باعثة على التحدي الشديد لجهاز الأمن، فهي بخلاف شبكات الفصائل، فهي قبل كل شيء مفهوم شديد وغريب في حجومه”.
ورأت أن “عملية إطلاق النار هذا الأسبوع قرب “ألون موريه”، والتي أصيب فيها مستوطن بجروح، تعبر جيدا عن نمط العمل وميول العمليات الجديدة في المنطقة، التي بات صعبا أكثر على جهاز الأمن التصدي لها، وأساسا بسبب التحدي الاستخباري الجديد”.
ونبهت الصحيفة إلى انزعاج الأجهزة الأمنية من نشر مقاطع الفيديو على الشبكات الاجتماعية، التي توثق عمليات إطلاق النار ضد قوات جيش الاحتلال، لأن هذا الأمر “يزيد من شعبيتهم ومن استعداد المزيد من الشبان للمشاركة معهم”، موضحة أنهم “يطلقون على التنظيم الجديد “أبناء الفتح”، وهم شبان يسعون لأن يتصدروا خطا وطنيا صقريا جديدا ضد إسرائيل”.
وأوضحت أن عمليات إطلاق النار في نابلس (جبل النار) تختلف عن جنين، ففي الأخيرة تتم بين مقاومين وقوات الجيش، أما في نابلس فإن “طبيعة الجبهة مختلفة؛ هناك مستوطنات إسرائيلية عديدة توجد في المنطقة، إضافة إلى محاور حركة مشتركة بين الفلسطينيين والمستوطنين، الأمر الذي دفع سريعا لتنفيذ عمليات إطلاق النار الموجهة ضد المستوطنين. ومن هنا فإن نابلس “عاصمة المقاومة” في الماضي والتي كانت غافية نسبيا على مدى السنين، هي أكثر خطورة بكثير على استقرار المنطقة وعلى المستوطنين، وتبعث على التحدي من ناحية أمنية حتى أكثر من جنين”.
وكشفت “معاريف”، عن وجود حالة من القلق لدى الجيش وجهاز “الشاباك” من إمكانية انتقال “هذه الظاهرة (عرين الأسود) من نابلس إلى مناطق أخرى في الضفة، ومؤشرات أولية بات يمكن تشخيصها في أماكن أخرى، وعلى ما يبدو فإن هذه الشبكات نشأت بشكل عفوي”.
وقالت: “صعوبة تصدي الجيش و”الشاباك” للميل الجديد، تنبع من أنه ليس لهذه الشبكات عنوان واضح؛ لا مؤسسات ولا منظمات ولا مطلوبين كبارا، وبالتالي فإن جمع المعلومات لإحباط العمليات يصبح مركبا على نحو خاص”، منوهة إلى أنه “في مرات عديدة يكون القرار بتنفيذ عملية عفويا، مثل إطلاق النار نحو مظاهرة للمستوطنين، كما حدث مؤخرا في المظاهرة قرب مدخل نابلس”.