يوافق اليوم 9 أكتوبر، الذكرى الـ124 لميلاد الكاتب توفيق الحكيم، أحد رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية، والذي حققت أعماله الأدبية نجاحًا كبيرًا في مصر، وعلى مسارح أوروبا، كما كان له الأثر على أجيال متعاقبة من الكتاب والروائيين، لتقديمه رؤية نقدية للحياة والمجتمع، تتسم بقدر كبير من العمق والوعي والتنوع.
وذكر تقرير تلفزيوني عرض على الفضائية المصرية في وقت سابق، أن توفيق الحكيم ولد في محافظة الإسكندرية عام 1897م لأب مصري من أصل ريفي، وتخرج في كلية الحقوق عام 1925 رغبة لوالده، وأوفد في بعثة دراسية إلى باريس لمتابعة دراساته العليا، لكنه انصرف عن دراسة القانون واتجه إلى الأدب المسرحي والقصص.
سُمي تياره المسرحي بالمسرح الذهني
وعمل توفيق الحكيم في عدة وظائف، ابتداء من شغله وظيفة وكيلا للنائب العام، ثم انتقل إلى وزارة المعارف ليعمل مفتشا للتحقيقات ثم مديرا لإدارة الموسيقى والمسرح عام 1937.
وفي عام 1959م عُين كمندوب مصر لمنظمة اليونيسكو في باريس، وسُمي تياره المسرحي بالمسرح الذهني لصعوبة تجسيده في عمل مسرحي، ولـ توفيق الحكيم عدد من المؤلفات، أبرزها «محمد صلى الله عليه وسلم»، «يوميات نائب في الأرياف»، وكانت مسرحيته الشهيرة «أهل الكهف» في عام 1933 حدث هام في الدراما العربية وتنبأت بثورة يوليو.
كتابات الحكيم تتسم بالرشاقة والشبابية
وفي تصريحات تلفزيونية، قال حفيده إسماعيل نبيل إن كتابات توفيق الحكيم تتسم بالرشاقة والشبابية، ودائمًا ما سبقت أفكاره الأدبية عصره الذي عاش به، مؤكدًا أنه يفتخر بالاهتمام العالمي بتراث جده الأدبي من خلال عرض أعماله على مسارح أوروبا، وبصفة خاصة فرنسا.
حفيد الحكيم: أشهر أفلامه مسرحيات وليست روايات
وأضاف أن توفيق الحكيم من أكثر الكتاب العالميين غزارة في الإنتاج الأدبي، إذ قدم 80 مؤلفا يتنوع ما بين المسرحيات والقصص والروايات، وتابع: «مفيش فرق بين المسرحية والرواية في أدب توفيق الحكيم، بمعنى أن أشهر أفلامه التي عُرضت في السينما المصرية مثل فيلم الأيدي الناعمة ورصاصة في القلب كانت مسرحيات وليست روايات»، ورأى أن هناك الكثير من الكنوز والدرر في الأعمال غير المعروفة للحكيم.
أعماله الأدبية تتخطى الزمان والمكان
أعمال توفيق الحكيم مصنفة كتراث إنساني في عيون العالم، وفقًا لتعبير حفيده،وذلك يرجع إلى تناوله لجميع الحضارات في كتاباته، كالحضارة الفرعونية والإغريقية والعربية، بالإضافة إلى الحديث عن كافة الأديان السماوية في أعماله، وبجانب ذلك تتصف حبكته الدرامية بالثبات مع بقاء الفكرة عبر الزمان والمكان: «لو بتقرأ ليه ممكن تتخيل الأحداث في الماضي أو المستقبل دون تغيير الفكرة».
وتمنى نبيل أن يُعاد اكتشاف المشروع الثقافي لتوفيق الحكيم للشباب والأجيال الجديدة، والتي ستنال إعجابهم وقبولهم بسبب الأسلوب السهل في كتاباته، الذي يقترب من العامية الفصحى، كما تتصف أفكاره بالانسيابية وسهولة الاستيعاب: «أغلب أعماله ساخرة كوميدية تجبرك على الضحك أثناء القراءة».