هو المطرب الوحيد الذي غنى أمام رئيس الجمهورية دون ملابس رسمية، ولم تظهر له صورة واحدة طوال حياته الفنية يرتدي فيها بدلة وكرافتة، وهذا الرفض للقولبة تحديدًا هو سر نجاحه واستمراره حتى الآن، رغم انسحاب جيله أمام موجات التغير في أذواق المستمعين، إذ استطاع أن يصل بفنه إلى كل الأذواق، ليصبح ألذ قطعة شوكولاتة فنية وأرق نسمة جنوبية دافئة تأتينا في عز البرد، كل ذلك لأنّه محمد منير.
السعادة تهجر «الكينج» حين يتذكر رفيقيه
يحتفل اليوم محمد منير بعيد ميلاده الـ68، ويعترف الكينج في حوار لصحيفة مصرية قديمة عام 1991، أنّ السعادة تهجره أحيانًا حين يتذكر رفيقي رحلته اللذين رحلا أحمد منيب وعبدالرحيم منصور، ولكن اليأس لا يعرف الطريق إلى قلبه، ويقول «الأمل في الأجيال الجديدة ومصر ولّادة».
ويقول محمد منير إنّه في عام 1978 بدأ مشواره على طريق الأغنية وتعرّف على عبدالرحمن الأبنودي وعبدالرحيم منصور وأمل دنقل ويحيي الطاهر عبدالله، وغيرهم كثيرون من أهل الجنوب الذين استطاعوا أن ينقلوا لهجة الجنوب إلى الشمال ويصنعوا خصوصيتها.
ويقول «منير» في وصف الشوق لأصدقائه: «كانوا أعز الناس وحبهم كأصدقاء مقربين لم يهجر صدري، أحيانًا أكون وحدي وأحتاج أن أتحدث إليهم، ولكن ما باليد حيلة، وعزائي الوحيد أنهم قبل الرحيل علموني أن أعيش الدنيا صح وعلموني أن أختار».
كان مسلسل «جمهورية زفتى» فرصة يطل بها محمد منير على الشعب المصري مع المخرج إسماعيل عبدالحافظ، يقول الكينج: «أنا مكسوف لأني أغني وأمثل فقط وكنت أتمنى أن أفعل أشياء أخرى، أرسم مثلًا وألحن وأدخل مجال الفن التشكيلي لأنّ العملية الفنية مكملة بعضها».
محمد منير: أنا رجل «عمل»
الكثير من أبناء جيله تواروا في الظل، بينما بقى الكينج في بؤرة الاهتمام، إذ يرى «منير» أنّ تركيبة شكله هي التي حققت ذلك: «شكلي أعطى انطباعًا أني متمرد وشقي وبعيش حياتي بالطول والعرض، لكن الحقيقي أني رجل عمل، بمعنى أني بنام وأكل وأشرب وأنا بفكر في الفن، وعندي استعداد للتغيير لأني مؤمن بأنّ لكل جيل إيقاعه وكل ما زادت خبرتي زاد تواضعي في فهم الجمهور واحتياجه».
وعن رأيه في المطرب الراحل شعبان عبدالرحيم، يقول «منير» إنّه لا يحب العنصرية في الإبداع، ولا يملك تصنيف الفنانين، فهناك نوعًا من الفنون يصيبنا بالدهشة وهذا هو قدر الأغنية الشعبية على مدى تاريخها: «العيب فينا أننا ننسى، عندما غنى عدوية (السح الدح امبو) أدهشنا، وبعده كتكوت الأمير ثم حسن الأسمر، كل هؤلاء أدهشونا وكان عدم استمرارهم ناتجًا عن عدم حملهم لمواصفات الثبات، وربما لو استمروا لفقدوا قدرتهم على إثارة دهشتنا».
وأضاف: «يعني لما غنى عبدالعزيز محمود (يا شبشب الهنا) ألم يكن غريبًا! نحن بحاجة لهذه الأشكال الفنية المدهشة، وشعبان عبدالرحيم لم يقدم لنا مخدرات، فالفن حالة إنعاش وكل منا له من يستوعبه فلماذا نرفض فنًا استوعبه الكثيرون».