حلّ فصل الخريف قبل أيام، وتساقطت أوراق الشجر وتحولت إلى الاصفرار، وأصبحت الليالي أقصر من ذي قبل، الأمر الذي قد يُشعر البعض بالسعادة، إلا أنّ البعض تنتابه حالة من تقلب المزاج ووهن القوة، ويعتبر هذا الموسم لديهم مردافًا للاكتئاب والمزاج السيء وهو ما يعرفه الطب النفسي بـ«الاكتئاب الموسمي» أو «الاضطراب العاطفي الموسمي».
وبحسب تصريح للدكتورة هيلين ريتشارد ليبوريل، المسؤولة عن وحدة اضطرابات المزاج في المستشفى الجامعي بجنيف، لموقع «سكاي نيوز عربية»، فإنّ حوالي 10 إلى 20% من سكان العالم يتعرضون للاكتئاب الموسمي.
أعراض الاكتئاب الموسمي
وفي هذا السياق، يقول الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية، إنّ الاكتئاب الموسمي يبدأ عادة مع بداية فصلي الخريف والشتاء، يشعر معها الشخص بفقدان الشغف في ممارسة الأنشطة اليومية وازدياد الشهية خاصة مع قصر النهار وطول فترة الليل، فضلًا عن الرغبة المفاجئة بالبعد عن البشر وعدم التحدث معهم.
وبحسب استشاري الصحة النفسية، فإنّ هذا الاكتئاب الموسمي يؤثر على النساء أكثر من الرجال، أي أنه من بين 5 نساء يمكن أن يصاب رجلًا واحدًا بما يعرف بالاكتئاب الموسمي أو «الاضطراب العاطفي الموسمي».
وتستمر هذه الحالة المزاجية نحو 10 أيام مع بداية تغير الفصول، ثم يختفي هذا الشعور تدريجيًا، ولكن يفضل أن يكون الشخص بالقرب أصدقائه المقربين حتى يتجاوز هذه الحالة، أما إذا زادت تلك المدة قد تكون إنذارًا لأنّ هذا الشخص مُصابًا بالاكتئاب.
طريقة التغلب على الاكتئاب الموسمي
ولفت استشاري الصحة النفسية، إلى أنّه على الشخص الذي يشعر بهذا الاكتئاب الموسمي مع التغيرات الفصلية ألا يستسلم لهذه الحالة، ومواجهة المخاوف بمحاولة الخروج من المنزل والتقليل من المكوث داخل غرفته منعزلًا قدر الإمكان، وأن يتخير أفضل الأوقات للخروج مع الأصدقاء تزامنًا مع الأوقات التي يتحسن فيها الطقس، إذ يمكن أن يُشعره ذلك بتحسن حالته المزاجية.