صواريخ روسيا تمطر أوكرانيا

بعد نحو 48 ساعة على تفجير جسر القرم، توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برد صارم على أي هجمات إرهابية على الأراضي الروسية. وقال خلال اجتماع ميداني مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي اليوم (الإثنين): «إن موسكو من المستحيل أن تترك جرائم نظام كييف دون رد». واعتبر بوتين تفجير الجسر المؤدي لشبه جزيرة القرم «عمل إرهابي»، مؤكدا أن بلاده يجب أن تنتقم بعد تلك الحادثة. واتهم الرئيس الروسي القوات الخاصة الأوكرانية بالضلوع في تفجير الجسر المؤدي لشبه جزيرة القرم، كاشفا أن كييف حاولت تدمير خط أنابيب الغاز التركي. وحذر أوكرانيا من استمرار الهجمات، قائلا: إذا استمرت الهجمات ضد بلادنا فالرد سيكون قاسيًا، متوعدا بأن رد بلاده سيكون بنفس قوة التهديدات.

وفيما أعلن بوتين أن صواريخ بعيدة المدى ضربت منشآت للطاقة والجيش والاتصالات في أوكرانيا، اتهم كييف بارتكاب أعمال «إرهاب نووي». وأعلن الكرملين أن وابلا من الصواريخ التي أطلقتها روسيا على أوكرانيا جاءت في إطار العملية العسكرية. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين: «إن كل ذلك يأتي في إطار العملية العسكرية الخاصة ويجب التماس جميع الإجابات من وزارة الدفاع».

واستيقظت كييف اليوم على دوي عدة انفجارات متتالية. وأعلن عمدة المدينة ڤيتالي كليشكو أن صواريخ روسية استهدفت حي شفشينكو وسط العاصمة، وشيفتشينكيفسكي، وسولوميانسكي، مضيفا أن جميع أجهزة الطوارئ اتجهت نحو المواقع المستهدفة.

وطلب من سكان المدينة البقاء في الملاجئ حتى انتهاء فترة الإنذار الجوي، قائلا «نتعرض لهجوم روسي».

وأفاد مستشار وزير الشؤون الداخلية روستيسلاف سميرنوف بمقتل ثمانية أشخاص على الأقل وأصيب 24 آخرون إثر الهجوم الصاروخي على العاصمة. فيما أكدت وزارة الداخلية أن صاروخاً روسياً استهدف شارعاً يضم مقار أجهزة أمنية ومكتب الرئيس الأوكراني.

ودفع الهجوم الروسي السلطات الأوكرانية إلى تعليق عمل كل خطوط المترو في العاصمة، وتحويل المحطات الكبرى إلى ملاجئ. وسمعت انفجارات في مدن أخرى، مثل لفيف ودنيبرو وترنوبل، وخاركيف وزابوريجيا، وسط معلومات عن انقطاع للكهرباء في العديد من المدن الأوكرانية.

في غضون ذلك، اتهمت السلطات الأوكرانية بيلاروسيا الداعمة لموسكو بالتورط، معتبرة أن القصف الذي استهدف كييف أتى من أراضيها. وأكدت أن أنظمة الدفاع الجوي في كييف انطلقت للتصدي للصواريخ.

وجاء القصف الروسي بعد تحذيرات عدة من احتمال تصعيد موسكو لضرباتها على الأراضي الأوكرانية، خصوصا بعد استهداف جسر القرم الذي يربط البر الروسي بشبه الجزيرة التي ضمتها روسيا إلى أراضيها عام 2014.

وتوقع مراقبون أن يرد بوتين «الصاع صاعين» على هذا الهجوم عبر تكثيف الضربات الصاروخية على الأراضي الأوكرانية بعد أن اتهم رسمياً المخابرات الأوكرانية بالتورط في تفجير الجسر.