حكم نزول الدورة أثناء العلاقة

حكم نزول الدورة أثناء العلاقة كما هو معروف، فإنه لا يجوز مباشرة الزوجة أو وطئها إذا كانت حائضًا، وأما إذا لم تكن حائض فيجوز وطئها ومباشرتها بما أباحه الله تعالى لنا من الاستمتاع بالزوجة، ولكن إذا لم تكن الزوجة حائض، وحاضت أثناء العلاقة فما هو حكم هذا الأمر؟ هذا سوف يكون موضوع مقالنا في في السطور القليلة القادمة.

حكم نزول الدورة أثناء العلاقة

إذا نزل الحيض أثناء العلاقة بين الزوجين فلا إثم عليهما، ولكن متى ما شعر الزوجان أن هناك دماً وجب عليهما التوقف فورًا عن الجماع، وأما إذا لم يشعرا بنزول الدم أثناء العلاقة الزوجية فليس عليهما شيء، لأن الله تعالى تجاوز عن الخطأ والنسيان لعباده، وفي هذه الحالة لا يستوجب على الزوجين دفع كفارة أو صيام أو أي شيء آخر، وهذه مذهب الإمام أحمد بن حنبل، لأنه يُشترط لوجوب الكفارة علم الزوجين واختيارهما الاستمرار في العلاقة حتى بعد نزول الحيض، لذا فوطئ الزوجة دون العلم بنزول دم أثناء العلاقة لا يترتب عليه كفارة ولا أي شيء آخر، لأن الحيض شيء طارئ وجاء في وقت الطهر.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز مجامعة الزوجة من الخلف أثناء الدورة الشهرية

نزول دم أثناء العلاقة الزوجية قبل الدورة

قد تصاب بعض النساء بنزول الدم، وذلك قبل حدوث الدورة الشهريّة، وفي هذه الحالة متى صار هناك نزول دم وجب على الزوجين أن يتوقفا فورًا عن العلاقة الزوجيّة حتى لا يحدث مضاعفات للزوجة، لأنه متى نزل الدم، فإنه مانع من موانع العلاقة بين الزوجين، فيجب التنبّه لهذا الأمر، وقد يكون هناك عدّة أسباب لنزول الدم أثناء العلاقة الزوجيّة ومنها أن تكون الزوجة مستحاضة، أو الإصابة ببعض الأمراض أو العدوى، كذلك قد يؤدي عدم انتظام الدورة الشهريّة إلى نزول دم الحيض قبل موعده، أو قد يكون السبب تناول بعض الأدوية التي لها مضاعفات على مستوى هرمون الأستروجين، حيث إنه يعدّ هرمون الأنوثة عند المرأة ووجود خلل فيه يؤدي إلى حدوث مضاعفات للجسم، وغيرها من الأسباب.[2]

شاهد أيضًا: حكم استمرار الدورة الشهرية أكثر من 10 أيام

جامعني زوجي ونزلت الدورة هل اغتسل

إذا جامع الزوج زوجته، وبعد أن انتهيا من الجماع جاءت الدورة الزوجة قبل أن تغتسل هي عن الجنابة، في هذه الحالة لا يتوجب على الزوجة الغُسل للجنابة حتى تطهر من الدورة، فمتى طهرت من الدورة وجب عليها الاغتسال عن الجنابة، كذلك الاغتسال من الحيض، ولكن إذا أرادت المرأة قراءة القرآن فيجب عليها في البداية أن تغتسل من الجنابة التي حدثت، لأن الجنابة هي مانع من موانع قراءة القرآن الكريم بحسب أقوال العلماء المسلمين، لأن المرأة لا تطهر الاغتسال من الجنابة وهي حائض، فمتى انتهى الحيض وجب عليها الاغتسال غُسل واحد عن الحيض وعن الجنابة، ولا تحتاج لأكثر من غُسل.[3]

شاهد أيضًا: هل يجب الاغتسال من الجنابة وقت الدورة

جامعني زوجي ونزل دم بني

الدم البني على الغالب يكون دم حيض، فمتى رأت الزوجة هذا الدم وجب عليها التوقّف عن الجماع تمامًا حتى يحدث الطهر، فأقل فترة للحيض يكون يوم ليلة، فمتى رأت المرأة أي إفرازات حتى وإن كان لونها بني فاتح أو غامق وجب عليها أن تنتظر، وأن تبتعد عن ممارسة العلاقة الزوجية حتى تتأكد من الدم النازل منها، كذلك يجب على المرأة الحائض تعلّم أحكام الحيض حتى لا تقع في بعض المخالفات الشرعيّة التي تؤثر على العبادات والطاعات كلها، فدم الحيض أكثره عند العلماء هو 15 يومًا وأقله يوم وليلة، فمتى تجاوز الدّم الأيام هذه فالزوجة في هذه الحالة تكون مستحاضة وليست حائضًا، وأحكام الاستحاضة تختلف عن أحكام الحيض.[4]

شاهد أيضًا: كيف اعرف اني طهرت من الدورة

زوجي جامعني اول يوم الدورة

لا يجوز جماع الزوجة أثناء الحيض بأي حال من الأحوال، ولكن قد يقع الجماع بين الزوجين فترة الحيض إما بسبب النسيان أو الخطأ، فيغلب على الزوجة أنها تطهّرت من الحيض، والواقع أنها لم تتطهّر بعد، ففي هذه الحالة ليس على الزوجين أي شيء أو كفارة، وأما الحالة الأخرى للجماع أثناء الحيض: هو جماع الزوج لزوجته مستقصدًا عامدًا لذلك الأمر، وفي هذه الحالة يجب عليهما التوبة لله تعالى والاستغفار عن الذنب الذي أذنبته، لأن الحيض أذى كما قال عنه الله تعالى، ووجب اعتزال المرأة متى ما نزل عليها الحيض، لأن مجامعة الزوجة وهي حائض محرّم شرعًا كذلك له الكثير من الأضرار والمضاعفات التي تؤثر على الزوجين.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز اكمال الصيام بعد نزول الدورة

أقوال الأئمة الأربعة في ما يلزم من جامع امرأته الحائض

اتفق العلماء من المذاهب الفقهيّة الأربعة على أن وطء الزوجة وهي حائض هو أمر محرم شرعا وغير جائز، واستندوا في رأيهم هذا على قوله تعالى في سورة البقرة: {فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}[6]، واعتزال النساء في المحيض: يُقصد به اعتزال مباشرة الزوجة من فرجها أو مباشرتها من الخلف، وما دون ذلك مباح للزوج بشرط عدم المباشرة في الفرج، فكل ما ورد من آيات قرآنية وأحاديث نبويّة شريفة تدل على حُرمة جماع الزوجين في فترة الحيض، ولكن له الاستمتاع بزوجته فيما فوق السرة، وتحت الركبة، وهذا هو قول العلماء من المذهب الحنفي والمالكي والشافعي.[7]

شاهد أيضًا: الفرق بين الحيض والاستحاضة في السيلان والانقطاع

كفارة من واقع زوجته وهي حائض

إتيان الزوجة وهي حائض هو أمر محرم شرعًا، فلا يجوز للزوج جماع زوجته وهي حائض أو وهي نفساء، ومن جامع زوجته على غير طهارة وجب عليه في هذه الحالة التوبة إلى الله تعالى، والاستغفار عن الذنب الذي أذنبه، والرجوع لله تعالى، والندم على ما ارتكبه من ذنب عظيم بحق الله تعالى، فهو تجاوز على حرمة من حرمات ربه، وعليه في هذه الحالة أن يدفع كفارة، ومقدارها دينار أو نصف دينار، أو يقوم بالتصدّق على عدد من الفقراء والمحتاجين، فمن جامع زوجته في حيضها، فقد عصى ربه وعليه التوبة والرجوع عمّا اقترفه، والتصدق بما يراه مناسبًا له إما دينار أو نصف دينار بحسب قدرته.[8]

شاهد أيضًا: ما هي الافعال المحرمة في العلاقة الزوجية

كفارة تكرار الجماع في الحيض

جماع المرأة وهي حائض هو كبيرة من الكبائر عند جميع العلماء المسلمين،  وذلك لما ورد في القرآن الكريم، والأحاديث الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بحُرمة الجماع للمرأة في فترة الحيض، وأوجب العلماء كفارة على من فعل ذلك، وأما الإمام أحمد فلم يجعل كفارة على من فعل ذلك إل التوبة لله تعالى توبة نصوح، وأما إذا كرر فعلته، فهذا متحدٍ لأمر الله تعالى، ومتجاوز لأوامره وضارب بعرض الحائط كل التشريعات، فهذا ارتكب كبيرة وأصرّ عليها، فنرجو أن يتوب الله تعالى عليه إن هو تاب إلى ربه وأصلح حاله، ولم يعاود هذه الأفعال حتى لا يقع عليه سخط الله تعالى وغضبه.[9]

في الختام نكون قد تعرفنا على حكم نزول الدورة أثناء العلاقة حيث بيذنا الحكم الشرعي لهذا الأمر، وتعرفنا على نزول دم أثناء العلاقة الزوجية قبل الدورة، كذلك تعرفنا على جامعني زوجي ونزلت الدورة هل اغتسل، وكفارة الجماع بين الزوجين أثناء الحيض وغيرها الكثير من الأحكام التي تخص جماع الزوج لزوجته الحائض.