| ذكريات طريفة لزلزال 92.. «أحمد» اشترى أرض مدرسته الشاهدة على لحظات رعبه

تأتي ذكرى زلزال 12 أكتوبر 1992، محملة بالكثير من الأحزان لكل من شاهده وعاصره؛ فرغم استمراره لمدة نصف دقيقة فقط، إلا أنه تسبب في الكثير من الإصابات والوفيات، بالإضافة إلى هدمه للبيوت والمحال التي شهدت على الكثير من ذكريات أصحابها.

تذكر مواطنون  لحظات زلزال 92، بطريقة مختلفة، لم تحمل الآلام بقدر ما تحمل المواقف الطريفة ، التي تتجلى بمجرد اقتراب يوم 12 أكتوبر من كل عام.

وجيه: أشتريت قطعة أرض من مدرستي إللى حصل فيها الزلزال  

«أشتريت قطعة أرض من مدرستي.. وبقت ذكرى الزلزال ملزماني»، هكذا سرد المهندس أحمد وجيه، مدير مشاريع بشركة مقاولات، ذكرياته لـ «»، حيث كان يبلغ وقت حدوث الزلزال 11 عامًا ويدرس بالصف الأول الإعدادي، وأثناء جلوسه في فناء المدرسة لحضور حصة الأنشطة وهو وزملائه بمدرسة الصوه الإعدادية بالشرقية، شاهدوا حركة غير طبيعية تجري من حولهم: «محسيناش بحاجة علشان كنا برة الفصول بس لقينا المدرسين بيجروا وسمعنا صويت»، ليعلم بعدها بحدوث زلزال مُدمر.

لم ينل الزلزال من مبنى المدرسة رغم قدمه، ولم يُصب أي فرد سواء طلبة أو معلمين، بحسب تعبيره، ولكن بمجرد خروجه من المدرسة فوجئ بانهيار الكثير من المنازل والمحلات، بالإضافة إلى مشاهدة المصابين في الشوارع.. وبمرور السنوات وتخرجه في كلية الهندسة، عرف أن مدرسته القديمة كان ملكًا لبعض الأهالي، وتم هدمها وعرض أرضها للبيع، ليقرر بكل حماسة شراء قطعة أرض من مدرسته التي حصل منها على الشهادة الإعدادية، وشهد فيها الكثير من الذكريات، والتي شهدت زلزال 1992.

ويتذكر المحامي بالنقض، محمد زيدان صاحب الـ51 سنة، تفاصيل ما حدث يوم زلزال 1992، قائلًا إنه كان يبلغ وقتها 21 عامًا ويدرس في السنة الأخيرة في كلية الحقوق جامعة عين شمس: «كنت بلعب كورة في الشارع مع أصحابي في منطقتنا، حي الوايلي بالعباسية»، ليفاجأ وقتها هو وأقرانه بهزة أرضية قوية أسقطت الكثير من المنازل القديمة من حولهم، بما دفعه للجري سريعًا نحو منزله للاطمئنان على أسرته.

زيدان: التكاتف المجتمعي شجعني أتفوق في الجامعة سنة الزلزال

«لقيت بيتنا انهار بالكامل من الخلف، والسلالم وقعت»؛ بما جعله يصعد سريًعا هو وأبناء منطقته لإنقاذ أمه وأخته وأبنائها:«الحمد لله لقيناهم بخير»، وفي ذلك الوقت تحركت الدولة لإيواء المتضررين من الزلزال في معسكرات بمراكز الشباب، مع إمدادهم بالطعام والملابس، كما  قامت الجامعات بإعطاء الكتب كاملة دون أية مصاريف للطلاب الذين فقدوا كتبهم أثناء الزلزال، وفقًا لحديثه.

«الزلزال ذكرى سيئة، حملت الكثير من الإيجابيات»، بحسب المحامي زيدان، إذ شجعه التكاتف المجتمعي، ودعم الدولة للمتضرين بتسليمهم شقق سكنية مجهزة في منطقتي السلام والمقطم، على بث روح  الإصرار والإرادة بداخله، ليحصل على ليسانس الحقوق بتفوق في عام الزلزال: «كان دفعة ليا.. وطلعت السادس على الدفعة».