وأشارت تقارير أمس (الأربعاء) إلى أن مدينة شنغهاي قررت إغلاق المدارس، وعودة طلبتها للتعلم عن بعد، ومعظم المرافق الترفيهية، في مسعى يائس إلى وقف تفشي الفايروس، قبل انعقاد مؤتمر الحزب الشيوعي الذي يستأثر بالحكم منذ عقود. وتم إغلاق دور السينما، والحانات، وأندية اللياقة البدنية، بحسب بيان أصدره مكتب مكافحة الأوبئة الصيني. لكن سلطات المدينة قالت، إن الإغلاق لم يشمل جميع مدارس المدينة؛ في محاولة للرد على الحملات الانتقادية القاسية التي شنتها مواقع التواصل الاجتماعي على السياسات الوبائية التي تنتهجها الحكومة الصينية. وقال سكان (الأربعاء) إن المدارس، وأماكن الترفيه، والحانات، وأندية اللياقة البدنية أغلقت تماماً في خمسة أحياء على الأقل في أكبر موانئ الصين وعاصمتها المالية. وشكا عدد كبير في مواقع التواصل من تمسك السلطات بسياسة «صفر كوفيد» إلى ما لا نهاية. وأعربوا عن خوفهم من أن يكون مصيرهم الإغلاق وهم خرجوا لتوهم من إغلاق استمر شهرين. ومما يذكر أن الرئيس الصيني شي جنبينغ اعتبر «صفر كوفيد» ركيزة أساسية في سياسة حكمه للبلاد. وربما لهذا ظلت صحيفة الحزب الحاكم تكتب على مدى الأيام الثلاثة الماضية افتتاحية تدافع عن تلك الإستراتيجية، في وقت ارتضت فيه الدول الأخرى سياسة التعايش مع الفايروس، دون عودة للتدابير المشددة.
إجراءات فورية لكبح «كوفيد المزمن»
حض مدير منظمة الصحة العالمية الدكتور تادروس غبريسيوس، دول العالم على إطلاق مساعٍ فورية مستمرة لمواجهة مرض «كوفيد المزمن»، الذي قال إنه يدمر حياة عشرات الملايين ومعيشتهم، ويضر ضرراً شديداً بالمنومات الصحية والاقتصادية للدول. وقال غبريسيوس في مقال نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس إن من الواضح أن كثيرين ممن أصيبوا بالفايروس وتعافوا منه لا يزالون يشعرون بتطاول معاناتهم. وفيما ارتفع العدد التراكمي لإصابات العالم بكوفيد19 منذ انطلاق الفايروس من ووهان في الصين نهاية 2019 إلى أكثر من 627 مليوناً أمس (الأربعاء). وتقدر منظمة الصحة العالمية أن ما بين 10% و20% من الناجين من كوفيد19 تواصلت معاناتهم من الأعراض، التي تشمل التعب، وضيق التنفس. ويعتقد أن النساء أكثر تعرضاً لمرض كوفيد المزمن. وأوضح غبريسيوس أنه في ظل غياب وسائل واضحة لمعالجة هذه الحالة، يقلب كوفيد المزمن حياة مرضاه رأساً على عقب، ويعاني بعضهم فترات طويلة من دون وجود سند ولا إرشاد. وقال إنه فيما أدت اللقاحات والأدوية إلى ظهور ضوء في نهاية نفق كوفيد19؛ إلا أن تبعات «كوفيد الزمن» باهظة جداً على جميع الدول. وطالبت الدول بتكثيف الأبحاث في شأن هذا المرض، وتوفير رعاية للمصابين به، إذا أرادت تلك الدول تقليص المعاناة، وحماية منظوماتها الصحية، وقواها العاملة.. وزاد أن من الحيوي أن تستثمر الدول على المدى الطويل في منظوماتها الصحية، وقواها العاملة، بوضع خطة للتعامل مع «كوفيد المزمن». وذكر أن تلك الخطة ينبغي أن تشمل توفير مضادات الفايروسات للمرضى الذين يواجهون مخاطر تردي حالاتهم الصحية، والاستثمار في الأبحاث، وتقاسم أدوات جديدة للمعرفة، وتوفير الرعاية الصحية البدنية والعقلية للمصابين، وإتاحة السند المالي لمن جعلهم كوفيد المزمن غير قادرين على العمل. يذكر أن صحيفة «الغارديان» أطلقت حملة عالمية واسعة النطاق تحت شعار «التعايش مع كوفيد المزمن».