| في ذكرى حصوله عليها.. كيف استقبلت باريس فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل؟

مساء الأربعاء 12 أكتوبر، وفي أثناء متابعة نشرة الأخبار في الثامنة مساءً، وهي أهم نشرة في التليفزيون الفرنسي، ملأت فجأة صورة الروائي الكبير نجيب محفوظ شاشة التليفزيون، لتعلن المذيعة الفرنسية الشهيرة كريستين أوكرانت الخبر التالي: «فاز الأديب المصري نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب عام 1988».

وفي الوقت ذاته، قطع مقدم البرامج الثقافية الفرنسية الفرنسي الشهير «فريدريك ميتران» ابن شقيق الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران، برنامجه ليعلن فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب.

صورة نجيب محفوظ تتصدر الصحف

في صباح اليوم التالي، تصدرت صورة نجيب محفوظ الصفحات الأولى في الصحف الفرنسية، فكتبت صحيفة «الليبراسيون» في مقال بعنوان «نوبل القاهرة»، تصف نجيب محفوظ بأنّه بلزاك الرواية العربية، أما صحيفة «لوموتيديان» فكتبت تحت عنوان اللغة العربية: «لغة نوبل تؤكد استحقاق نجيب محفوظ لهذه الجائزة العالمية الكبرى».

انتشر الخبر مثل النار في الهشيم بين أبناء الجالية المصرية والعربية، وتبادل الجميع التهاني بهذا الفوز العظيم، وانهالت المهاتفات على مبنى السفارة والمكتب الثقافي ومكتب الأهرام في باريس، أما المكتبات العربية المتخصصة في بيع الكتب العربية في باريس فقد حققت خلال الأسبوع المُنصرم أرقامًا قياسية في بيع روايات نجيب محفوظ، التي انهال عليها الطلب من جانب عدد كبير من الفرنسيين والعرب المهتمين بتاريخ الرواية العربية وتاريخ الفكر العربي.

أصداء فوز نجيب محفوظ بالجائزة بين العرب في باريس

وأعرب الشاعر أدونيس عن سعادته، قائلًا: «إنّ منح جائزة نوبل للآداب لعام 1988 إلى الروائي المصري نجيب محفوظ يعتبر تكريمًا للإبداع العربي ومكسبًا للأدب العربي، كما سيُتيح انفتاح المجتمع الدولي على الإبداعات العربية في مختلف المجالات».

الشاعر الفلسطيني محمود درويش، قال: «إنها لسعادة بالغة تلك التي أشعر بها لفوز الأديب المصري نجيب محفوظ بـ جائزة نوبل للآداب، ويعتبر محفوظ هو أكثر كتابنا العرب استحقاقًا للجائزة، ومن ثم فتكريمه هو تكريم للأدب العربي لأنّه يمثل نقطة إجماع أدبية عربية، وإني متأكد من أن فوز نجيب محفوظ سيعمل على انتشار الأدب العربي».

بينما قال الكاتب المغربي الطاهر بن جلون والحائز على جائزة جونكور في الأدب: «أنا سعيد جدًا لأجل نجيب محفوظ نفسه، ولكني آسف لأنّ هذه الجائزة وصلت متأخرة كثيرًا وآمل ألا تكون هذه الجائزة مجرد التفاتة رمزية».