لم تجد الأربعينية «ولاء وجدي» سبيلًا لتفريغ طاقتها وتحقيق طموحاتها سوى في مجال الحرف اليدوية، ذلك المجال الذي استحوذ على شغفها منذ دراستها الخياطة في المرحلة الابتدائية بإحدى دول الخليج، لتقرر تكريس وقتها لتعلم عدة حرف يدوية بجانب دراستها، ما مكنها مؤخرًا من افتتاح مشروعها «مهارة»، لتطوير الحرف اليدوية، والمرخص من قبل وزارة التضامن الاجتماعي.
بداية تعلم ولاء الخياطة في المرحلة الابتدائية
اكتشفت ولاء حبها وشغفها لمجال الحرف اليدوية أثناء تعلُمها لحرفة الخياطة ضمن مادة الاقتصاد المنزلي في الصف الرابع الابتدائي: «تعلمت الخياطة في أثناء دراستي في البحرين.. وصنعت وقتها منتجات بسيطة بينها توك شعر وفساتين بيبي»، وبعد عام واحد فقط، استطاعت احتراف الخياطة من خلال رسم الباترون، وتنفيذ موديلات كاملة على ماكينة الخياطة، وفقًا لحديثها مع «».
إتقان عدة حرف يدوية كصناعة النول والمكرمية ومنتجات الحبال
قررت ابنه محافظة القليوبية أن تستكمل دراستها في إحدى الكليات لتثقل ما بدأته منذ طفولتها، وذلك من خلال الالتحاق بكلية الاقتصاد المنزلي، جامعة حلوان، لتبدأ في ذلك الوقت إضفاء بصمة مميزة في مجال الحرف اليدوية، بتطوير الأسلوب التقليدي والنمطي لبعض تلك الحرف من خلال إنتاج المكرمية، والتريكو والكورشيه والنول بشكل متطور يتوافق مع روح العصر، كما بدأت إتقان حرف أخرى لم تكن منتشرة في مصر كصناعة المنتجات بالحبال.
تأسيس مشروع مهارة لتطوير مفهوم الحرف اليدوية
«أنا من أنصار الحرف اللي مفهاش خامات كتير.. وبحب أشتغل أي حرفة فيها خيوط»، لتقرر «ولاء» بعد ذلك استغلال دراساتها وخبراتها لتأسيس مشروع مهارة عام 2017 بهدف تطوير الصناعات اليدوية وتحسين جودتها، وخلق فرص عمل جديدة من خلال طرح حرف يدوية بطرق مبتكرة تتماشى مع الحداثة والتطور، وهي مؤسسة غير هادفة للربح وتابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، بحسب حديث ولاء.
تقدم مؤسسة ولاء عدد من الورش والكورسات في عدة حرف يدوية، كصناعة المكرمية والنول بأنواعه، والتطريز، ومنتجات الحبال، والبانش نيدل، والديكوباج، وغيرها: «أكثر مجالين يحققان هدف المؤسسة، حرفة المكرمية، من خلال استخدام خيوط جديدة على السوق، وحرفة صناعة السلال من الجوت والحبال المدكوكة بالفايبر، بما ساهم في فتح سوق جديدة لمنتج مستحدث على السوق المحلية».
حلم ولاء بتحقيق طفرة ملموسة في مجال الهاند ميد
«الشغل اليدوي علاج نفسي ليا ولكتير من السيدات، حيث يساعدهم الاندماج في عملهم في أيٍ من الحرف اليدوية على الانفصال عن الواقع بالتزاماته وقيوده، وخلق مساحة آمنه تكون بمثابة متنفس لهن، بما يحقق قدر كبير من السلام النفسي»، وفقًا لتعبير ولاء، متمنية في نهاية حديثها أن تتمكن خلال السنوات المُقبلة من إحداث طفرة في مفهوم الحرف اليدوية، وإعادة هيكلة للكثير منها وتطويرها بما يتلاءم مع متطلبات العصر الحالي: «نجاحي أني أقدر أعمل فرق ولو بسيط عن مفهوم الهاند ميد».