يديعوت أحرونوت – بقلم بن – درور يميني هو في أواخر أيامه. توجد له فرصة ذهبية لتغيير الاتجاه. فالفلسطينيون يختارون دائماً الجانب غير الصحيح. لو كنا نرغب في ضرهم لكان لنا سبب وجيه آخر للفرح. لكن ضرهم، الآن ايضاً، هو ضر لنا أيضاً. وأبو مازن اختار ضرهم. مرة أخرى هو في الجانب غير الصحيح، هذه المرة مع روسيا – بوتين.
في الماضي وقفوا أمام اختيار. دول المحور برئاسة ألمانيا النازية أو الحلفاء. اختاروا هتلر. زعيمهم المحبوب، المفتي الحاج أمين الحسيني، أقام في برلين على مدى كل سنوات الحرب اللعينة ودعا من هناك إلى إبادة يهود البلدان العربية. وعندما أوشك رومل على غزو مصر ومن هناك التوجه الى فلسطين، تبين أن حماسة العرب ارتفعت. ومرة أخرى، بقيادة المفتي، عارضوا قرار التقسيم للعام 1947. وكانت النتيجة نكبة. بدلاً من حساب الربح لهم حلموا مرة أخرى بالانتقام. في الستينيات، أحمد الشقيري، زعيم م.ت.ف، فكر بالإبادة. والنتيجة معروفة. ليس هزيمة فقط، بل وأيضاً نكبة صغيرة تسمى نكسة.
أبي، روى لي أن رجل أعمال في دبي لم يتوقف عن التبرع لهم. القضية الفلسطينية كانت جزءاً من فكرتنا التأسيسية وجزءاً من هويتنا. لكن عندما جاءت حرب الخليج. ومن اختاروا؟ صدام حسين الذي اجتاح الكويت. من ناحيتنا كانت هذه نقطة انكسار. نحن نساعدهم وهم يبصقون علينا. ناكرون للجميل. في عمليات التفجير في الولايات المتحدة رقصوا في الشوارع ووزعوا الحلوى. بالضبط مثلما يفعلون بعد كل عملية يسفك فيها دم إسرائيلي. شيء ما بدأ يتشوش بينهم وبين العالم العربي. هذا لم يحصل في يوم ولا في يومين. لكن لا يمكن أن نفهم اتفاقات ابراهيم بدون التغيير في الرأي العام العربي الذي بدأ يمل من الفلسطينيين.
وها هو يحصل مرة أخرى. الأزمة بين دول الغرب وبين روسيا بوتين آخذة في الاحتدام. أين الفلسطينيون؟ في شهر أيار من هذا العام أعلن عبدالباري عطوان، صحافي فلسطيني رائد بأن “أوكرانيا مدمرة. الشعب الأوكراني انتهى. المنتصر الأكبر هي إيران”. كان يخيل في حينه أن هذا مجرد وهم. لكن يتبين أن الطبيعة الهدامة سيطرت مرة أخرى. في الأسبوع الماضي عقدت قمة الدول الآسيوية في إطار CICA (منظمة آسيوية للتعاون) من كل الدول العربية جاء زعيم الكويت، الذي هو أيضاً مقدم الرعاية الأساس للجهات المرتبطة بالإخوان المسلمين. ومن وصل أيضاً كي يحظى بإعلان التضامن من بوتين؟ إنه أبو مازن.
ليس مهماً كم عناقاً ستمنحه الإدارة الأمريكية. ليس مهماً كم ملياراً يواصل تلقيها بالذات من دول أوروبا. لكن مثلما اختار المفتي لهتلر وعرفات فضّل صدام، أبو مازن يفضّل بوتين. هو لن يهجر الطريق الفلسطيني الفاشل القديم.