أقدم فريق من العلماء على تطوير تطبيق جديد يستخدم الذكاء الاصطناعي لتشخيص مرض السرطان، عن طريق التقاط التغيرات الصغيرة التي تحدث في الأحبال الصوتية، وبالتالي تؤدي إلى الكشف عن الأمراض المختلفة، إذا استلم الباحثون تمويلًا لتطوير الأبلكيشن، لاعتقادهم بأنّ الأصوات تستطيع الكشف عن مجموعة واسعة من الأمراض من بينها السرطان والسكتة القلبية.
التطبيق يحلل ترددات الصوت
ومن المحتمل أن يشخص التطبيق أيضًا الأعراض التي تنتج عن الأمراض المزمنة، وسيطوّر العلماء نوعًا من الذكاء الاصطناعي سيكون مسئولًا عن تحليل ترددات الصوت خلال المحادثة والتنفس للبحث وإيجاد أدلة المرض، ويتبنى مجمع المعاهد ية للصحة الأمريكي تمويل هذا المشروع البحثي الضخم لجمع البيانات الصوتية المطلوبة.
ويؤكد خبراء الصحة، أن نبرات الصوت تتغير في حالات مرضية كثيرة مثل السكتة الدماغية أو الشلل الرعاش، بينما تتأثر عملية التنفس بأمراض الرئة، ولكن الأمل في أن تنجح برامج الكمبيوتر في المستقبل القريب من تحليل وتشخيص مجموعة واسعة من الحالات تشمل مرضى السرطان والاكتئاب، وتثبت ذلك الاعتقاد المتعارف عليه، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
ومن المقرر أن يبدأ مجموعة من أهم الخبراء بجمع أصوات الأشخاص المصابين بالأمراض التي تأتي تحت التخصصات التالية: الاضطرابات العصبية، والصوت، والجهاز التنفسي، والشخصية، والخاصة بأمراض الأطفال مثل التوحد وتأخر الكلام.
ويكون هذا جزءًا من البرنامج الذي أطلقه مجمع المعاهد ية للصحة الأمريكي المسمى بـ«Bridge to AI» جسرًا للذكاء الاصطناعي، إذ يخصص 130 مليون دولار لنشر استخدام الذكاء الاصطناعي على نطاق أوسع من قبل في المجال الطبي، وذلك كما ذكر الموقع الرسمي لمجمع المعاهد ية للصحة الأمريكي عبر موقعه الرسمي.
وتقود الدكتورة يائيل بنسوسان، مديرة مركز الصحة للصوت بجامعة فلوريدا الجنوبية، أنّها مؤمنة بأنّ الصوت لديه القدرة ليصبح علامة حيوية مهمة لتشخيص العديد من الحالات المرضية، كما أنّه في حالة نجاح التطبيق يستطيع تغيير حياة العديد من الأشخاص الذين لا يملكون الوصول إلى حقهم في الرعاية الصحية: «خلق إطار عمل فعّال يتضمن مجموعة من قواعد البيانات الضخمة باستخدام أفضل التقنيات الحديثة بطريقة أخلاقية وبشكل تعاوني سيؤدي إلى إحداث ثورة في الطريقة التي يستخدم بها الصوت كأداة هامة لتشخيص الأمراض والاضطرابات».
النتائج ستحدث ثورة في الصناعة الصحية
ويقول الدكتور أوليفر إليمنتو، الباحث المشارك في البرنامج ومدير معهد إنجلاندر للطب الدقيق: «تستطيع نتائجنا المستقبلية أن تقود إلى ثورة في الصناعة الصحية، حيث أنّ مراقبة الصوت المستمرة يمكنها أن تكون مؤشرًا فيزيائيًا ينبه الأطباء مبكرًا في بعض الحالات مثل حالات العدوى والأمراض العصبية».
ويهدف فريق البحث بقيادة الدكتور «بنسوسان» في جمع حوالي 30 ألف عينة صوتية من عدد من المتبرعين في غضون الـ4 سنوات القادمة، بالإضافة إلى بيانات تتعلق بمؤشرات حيوية أخرى مثل البيانات السريرية والمعلومات الجنينية، ولم يكن بحث «بنسوسان» هو أول بحث وجهد في حقل القدرة التشخيصية للصوت البشري، بل كان هناك عدد من الدراسات السابقة ولكنها اعتمدت على قواعد بيانات صغيرة للغاية بالمقارنة بالبحث الحالي ولكن كان هناك شكوك كثيرة ومخاوف حول طبيعة خصوصية البيانات المستخدمة.
ويحظى المشروع بدعم مالي كبير وتمويل من مجمع المعاهد ية للصحة الأمريكي، وهي وكالة بحثية متعددة المجالات تتبع الحكومة الأمريكية، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.