| بمناسبة مرور قرن على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.. لغز موت الملك في رحلة صيد

مع اقتراب ذكرى مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، أهم مقبرة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، يتضح لنا الكثير من الأسرار والألغاز المُتعلقة بحياة الملك ومقبرته، وحتى موته، والتي تبهرنا كلما مر الزمن، إذ اكتشف عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، في 4 نوفمبر 1922، المقبرة عن طريق الصدفة عند قيامه بعمليات حفر عند مدخل  قبر الملك رمسيس السادس في وادي الملوك.

ودشنت وزارة السياحة والآثار عبر مواقعها بمنصات التواصل الاجتماعي، حملة بعنوان «100 عام توت عنخ آمون: آثار رائعة»، احتفالا بذكرى مرور قرن على اكتشاف مقبرة الملك، الذي أثار موته في سن صغير، بعد تربعه على عرش مصر، الكثير من الألغاز والتساؤلات.

موت الملك نتيجة كسر في الجمجمة

الدكتور عماد مهدي، باحث أثري قال في تصريحات لـ «»، إن موت الملك توت عنخ آمون مازال يحمل الكثير من الألغاز والأسرار حتى الآن مثلما حملت مقتنيات مقبرته، فبعد إجراء الفحوصات على مومياء الملك توت عنخ آمون مات، الذي توفي في سن صغير لم يتجاوز الـ 19 عاما، اتضح وجود كسر في الجمجمة، بما جعل الأطباء يفسرون ذلك بقيام أحد بضرب الملك بآلة حادة على رأسه، أو موته نتيجة وقوعه وارتطام رأسه بالأرض، وأشارت أراء طبية أخرى إلى موته نتيجة معاناته من مشكلات في العظام، بحسب «مهدي».

مكائد تعرض لها الملك أدت لموته

«الأمر المؤكد لنا أن موت توت عنخ آمون لم يكن طبيعي.. بل كان مُدبر»، وفقًا لحديث الدكتور مهدي، مُعللًا حديثه أن الملك توت عنخ آمون عانى منذ صغره من خلافات دينية وسياسية: «كان هناك مشكلات عديدة بين أبوه اخناتون وبين كهنة آمون بما اضطره لمغادرة طيبة بالأقصر والذهاب إلى تل العمارنة بالمنيا مع زوجته نفرتيتي وابنه توت عنخ آمون».

الملك غير اسمه من توت عنخ آتون لإرضاء الكهنة

وأضاف الدكتور عماد مهدي، أن توت عنخ آمون عاش فترة مع أبويه في تل العمارنة ثم رجع إلى طيبة بعدما أقام هدنة مع كهنة آمون وقام بتغيير أسمه كي يرضيهم: «الملك كان اسمه توت عنخ آتون، وغير اسمه إلى توت عنخ آمون حتى يُرضي كهنة آمون»، ولذلك وجدت مقبرته في طيبة بالأقصر، ولم يتم التوصل حتى الآن إلى أية تفاصيل تخص موت أبويه أو أماكن مقابرهم في تل العمارنة.

أصابع الاتهام تشير إلى قتل الملك على يد وزيره «أي» 

وبجانب هذا الصراع الديني، عاني الملك توت عنخ آمون من الصراع السياسي، حيث تشير أصابع الإتهام إلى قيام الوزير الأكبر «أي» بتدبير مكيدة لقتل الملك خلال قيامه بالصيد: «موته لغز لحد دلوقتي لكن ده التفسير الأرجح»، كما قال الباحث الأثري، مُتابعًا أن تولي الوزير «أي» للحكم بعد موت الملك توت عنخ آمون يؤكد هذا التفسير، وبعد فترة من تولي «أي» للحكم قام القائد العسكري للملك «حور مُحب» بالتخلص منه، ربما انتقامًا لتوت عنخ آمون، ليتربع على العرش ويصبح آخر فراعنة الأسرة المصرية الـ 18 في تاريخ مصر القديم.