| «مريم» تدشن حملة «الرعاية النفسية» لعلاج الجميع بأسعار رمزية: «بتمنى الوعي يزيد»

رغم صغر عمر «مريم» التي لم تتجاوز الـ18 عامًا، إلا أنها استطاعت أن تجذب انتباه الكثير من المتابعين على موقع «إنستجرام» عن طريق ما تثيره حول كيفية عيش الإنسان في سلام، ومتى يمكنه طلب اللجوء للدعم النفسي بفضل قراءتها الكثير من الكتب، حتى تطور الأمر إلى تأسيسها حملة باسم «الرعاية النفسية للجميع»، أصبحت من خلالها حلقة الوصل بين المرضى وأطباء الطب النفسي، لتقديم العلاج للجميع بأسعار رمزية. 

بداية تأسيس «مريم» للحملة

«أنا بقرأ من سن 5 سنوات وبحب مجال الصحة النفسية»، قالتها مريم إبراهيم، طالبة كلية الحاسبات والمعلومات بإحدى الجامعات الخاصة لـ«»، إذ قررت منذ عام 2017 أن تُقدم الدعم النفسي لمتابعيها الذين بلغوا الآلاف من خلال منشورات مكتوبة، وتعليقات صوتية بمساعدة متخصصين في مجال الصحة النفسية، حول كيفية عيش الإنسان حياة سعيدة، وكيف يبني علاقات ناجحة وسعيدة مع الآخرين، وغيرها من الموضوعات.

استقبلت «مريم» بعد تأسيس الأكونت الخاص بها، الكثير من رسائل المتابعين التي تستدعي رأي متخصص، بما جعلها تطلب منهم اللجوء لطبيب نفسي أو مختص لمساعدتهم بطريقة صحيحة تتوافق مع حالتهم، ولكنها فوجئت باعتراض البعض باعتبار أن اللجوء لطبيب نفسي وصمة عار: «قالولي هو إحنا حالتنا صعبة أوي كدة.. إحنا مش مجانين»، كما رفض آخرون لعدم قدرتهم المادية على الذهاب لجلسات علاجية تتطلب الكثير من المال: «من هنا فكرت أعمل الحملة بتاعتي».

توفير العلاج النفسي بأسعار رمزية وبالمجان

نجحت «مريم» منذ عام ونصف من تأسيس حملتها على الانترنت في توعية الكثير من الناس بأهمية العلاج النفسي، وعدم وجود علاقة بين الخلل العقلي والحاجة للرعاية النفسية: «اتربيت فترة كبيرة برة مصر.. واتعلمت أن العلاج النفسي طبيعي ومش عيب»، وبمساعدة المختصين ساعدت الناس على التفرقة بين الطبيب النفسي والأخصائي واللايف كوتش، حتى اللجوء للشخص المناسب وفقًا لكل حالة.

وفيما يخص ارتفاع جلسات العلاج النفسي، التي تصل إلى 700 جنيه في المرة الواحدة، استطاعت «مريم» أن تتواصل هي وعدد من المتطوعين معها مع أطباء نفسيين في كافة أنحاء الجمهورية لتوفير العلاج النفسي بالمجان أو بأسعار رمزية للحالات غير القادرة: «فيه أطباء كتير رحبوا بحملتنا.. وناس كتير بتتعالج حاليًا».

حلم «مريم» بوطن عربي واعي بأهمية العلاج النفسي

«كل الناس حفزتني أكمل سواء أهلي أو أصحابي»، وفقًا لحديث «مريم»، كما شجعها استجابة الكثيرين وطلبهم للعلاج النفسي على الإستمرار في حملتها رغم أعباء الدراسة بعد التحاقها بالجامعة، إذ استطاعت توفير تلك الجلسات النفسية أونلاين لعدد من الناس داخل وخارج مصر، بما جعلها تحلم بوطن عربي واعي بأهمية العلاج النفسي، وعدم الخجل من طلب الرعاية النفسية في أي وقت: «بتمنى الوعي يزيد وأقدر أساعد كل محتاج على نطاق العربي كله».