تحل اليوم الذكرى الـ125 لميلاد الكاتب كامل الكيلاني، رائد أدب الطفل في العالم العربي، الذي ولد يوم 20 أكتوبر سنة 1897 بحي القلعة، والأديب الذي وجه اهتمامه إلى أدب الطفل منذ بداياته الأدبية، وعمل طوال حياته على تحقيق الفكرة التي آمن بها، وإنشاء مكتبة للأطفال تعمل على تنمية عقولهم ومداركهم من بداية التعليم وحتى الالتحاق بالجامعة، ليترك للأطفال إرثًا تزداد قيمته يومًا بعد يوم.
الكيلاني ابن بيئة داعمة للثقافة
الكيلاني ابن الطبقة المتوسطة العليا، إذ ولد في حي القلعة لأب مهندس، وأم مُثقفة تجيد كتابة الزجل، وحصل على شهادة البكالوريا عام 1917 ثم التحق بالجامعة الأهلية ودرس الإنجليزية والفرنسية وحصل على ليسانس الآداب في اللغة الإنجليزية: «هو ابن بيئة داعمة للثقافة»، وفقًا لحديث الناقدة الأدبية نفيسة عبد الفتاح لـ«».
السندباد البحري أول ما قدمه الكيلاني لـ أدب الطفل
اتسم الكيلاني بنبوغه المُبكر في الأدب، بما دفعه إلى تأليف كتاب في سن صغير، محاولًا طباعته: «صاحب المطبعة رفض طباعة الكتاب لأنه كان أمر غريب»، وبعد تخرجه في الجامعة عمل فترة في حياته مُعلمًا للغة الإنجليزية، التي أجاد بجانبها عدة لغات مكنته من ترجمة الكثير من الأعمال الأدبية للطفل.
وقالت الناقدة عبد الفتاح، حيث كتب وترجم 1000 قصة، طبع منها في حياته 200 قصة، ونشر ابنه رشاد كيلاني، أكثر من 50 قصة بعد مماته، وكانت قصته الأولى للأطفال «السندباد البحري».
الاعتماد على الأساطير والثقافة الشعبية في قصص الأطفال
كان يحرص الأديب كامل الكيلاني أن يضع في ختام كتاباته للأطفال أبيات من الشعر السلس، لأنه لم يهدف أن تكون قصص الأطفال للتسلية فقط، بل سعى إلى تعليم الطفل وتحسين ذائقته في اللغة والأدب، حتى يُنمي مداركه في مرحلة مُبكرة، كما كان يُبدع في استخدام جميع المصادر وتطويعها في أدب الطفل: «اعتمد على الأساطير والثقافة الشعبية والأدب العالمي في قصص الأطفال»، وفقًا لحديث الناقدة عبد الفتاح، وتوالت مؤلفاته التي منها «مصباح علاء الدين» و«شهرزاد» «روبنسون كروزو» و«حي بن يقظان» و«نوادر جحا» و«ألف ليلة».
الكيلاني ترك بصمته في الترجمة والكتابات النقدية
لا يمكن إغفال كتاباته النقدية ومؤلفاته الشعرية، بجانب أدب الطفل، فهو اديب وناقد وشاعر مؤرخ، حيث بدأ حياته الأدبية بالعمل في مجال النقد الأدبي والترجمة وتحقيق الأعمال الأدبية الكبرى، فكتب «مصارع الأعيان»، و«ملوك الطوائف»، وشرح ديوان ابن الرومي، وترجم الأدب الأندلسي وكتب «نظرات في تاريخ الإسلام»، و«فن الكتابة» و«موازين النقد الأدبي».
وترك بصمته في أدب الرحلات فكتب «ذكريات الأقطار الشقيقة»، والذي سجل فيه انطباعاته عن رحلاته في فلسطين ولبنان وسوريا.
توفي كيلاني في يوم 9 أكتوبر عام 1959م عن عمر يناهز 63 عامًا بعد أن وصى بكتابة هذين البيتين على قبره: «أنفع الناس وحسبي أنني أحيا لأنفع.. أنفع الناس ومالي غير نفع الناس مطمع».