طيلة عام ونصف، يوزع 150 وجبة يوميًا، على الفقراء والمحتاجين والأيتام، داخل مناطق محافظة الإسكندرية، وكان مطبخ «الهانوفيل» الخيري، بمثابة باب العون للفقراء ويساهم في سد جوعهم وتقديم ما لذ وطاب من أصناف الطعام الشهية، حتى تعرض للحريق أول أمس، وحطم كل شيء فيه، ولم يتبق سوى لافتة نصفها محروق ومكتوب عليها «سواعد الإطعام مطبخ الخير».
استيقظت جيهان جمال، صاحبة المطعم، فجر أمس الأول، على رائحة «شياط» وتستنشقه عن قرب، حتى اكتشفت أن حريقًا وقع في المطبخ الخيري، الذي أسسته بهدف مساعدة الفقراء وتوزيع وجبات غداء، خاصة الوجبات الفاخرة التي لا يستطيعون شراءها مثل «الجمبري، الكابوريا والسبيط، والبط، والديك رومي ومحاشي».
وتقول «جيهان »: «معرفش ايه اللي حصل والحريق غالبا حصل بسبب ناس كهربائي لأن أنا لما بمشي من المطبخ كل يوم بتأكد كويس إني قفلت البوتجاز وشيلت الحلل من على النار وقفلت الغاز كمان».
وكانت «جيهان» تعمل على إعداد الطعام بنفسها ويساعدها بعض المتطوعين في إعداده وتوزيعه على مستحقيه: «المطبخ كان بيأكل أسر كتير جدًا وأنا زعلانة على اللي حصل عشان كنت واعدة ناس كتير غلابة وطيبيين نفسهم ياكلوا حمام وبط وقلت لهم هعملكم قريب كل اللي نفسكم فيه والمطبخ حاليا بقاله يومين مش شغال وفي ناس فقراء كانت معتمدة عليا وزمانها قاعدة مستنيا الأكل بتاعها».
تحاول «جيهان» حاليا تنظيف المطبخ من آثار الحريق المنتشر فيه: «أنا هبدأ من الأول وأمري لله وواثقة إن ربنا هيقويني وهلاقي اللي يتبرع عشان أقدر أصلح التلفيات اللي في المطبخ ويقوم من تاني وأقدر أعمل أكل ووزعه».
وأكدت أنها خسرت في هذا الحادث كافة الأجهزة الكهربائية بالمطبخ، والسلع الغذائية التي كانت تحتفظ بها داخل الثلاجة وأيضا اللحوم والدواجن.