عم الحزن قطاع غزة، اليوم الإثنين، وذلك بعد فقدان ووفاة عددا من المواطنين الفلسطينيين من سكان القطاع غرقا قبالة السواحل التونسية
وهذه ليست الحادثة الأولى فقد سبقها في الأعوام السابقة حوادث أدت إلى غرق العشرات من سكان قطاع غزة بينهم أطفال ونساء وعائلات كاملة قبالة السواحل اليونانية والتركية والإيطالية.
وطالبت والدة المواطن يونس حيدر الشاعر، وهو أحد المفقودين على متن المركب الغارق، الجهات الرسمية بإعادة جثمانه إلى قطاع غزة لإلقاء نظر الوداع الأخيرة عليه.
وحول سبب خروجه من القطاع قالت : “غادر غزة هرباً من سوء الأوضاع المعيشية، وعدم توافر فرص عمل لعشرات الآلاف من الشبان والسكان، فقرر السفر عبر القوارب بحثاً عن حياة أفضل، لتأمين مستقبل أطفاله الأربعة، بعد محاولات عدة منه للهجرة قبل ذلك، ولكن الموت كان ينتظره هذه المرة، التي مزقت قلوبنا جميعاً على فراقه”.
وتابعت: “حاولت منعه من السفر ولكن كان مصرا على الهجرة، وكانت مبرراته بأن الأوضاع الاقتصادية في غزة صعبة جدا”.
وطالب أيضا والد مقبل مجدي عاشور الجهات المختصة بالعمل على نقل جثمانه لغزة لتوديعه.
الخارجية: نتابع مع الجهات التونسية
وفي بداية الحديث عن المأساة، أعلن المستشار السياسي لوزير الخارجية والمغتربين السفير أحمد الديك أن سفارة دولة فلسطين في تونس تتابع بشكل ميداني مع السلطات التونسية المختصة للتأكد من هوية الجثث في قضية غرق مركب قبالة السواحل التونسية، عرف منها حتى هذه اللحظة جثتان تعودان لمواطنين فلسطينيين هما يونس الشاعر، ومقبل مجدي مقبل.
وأضاف الديك، في بيان صحفي، “أنه فور علمنا بحادثة غرق مركب على السواحل التونسية أصدر وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي تعليماته لسفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية التونسية بضرورة التحرك الفوري لمتابعة تفاصيل هذه الحادثة المؤلمة، خاصة بعد أن توفرت معلومات بوجود مواطنين فلسطينيين على هذا المركب”.
وأشار إلى أن السفارة “تابعت بشكل فوري هذه القضية، وأرسل سفير دولة فلسطين لدى تونس هائل الفاهوم فريقا من السفارة توجه مباشرة إلى مدينة جرجيس في الجنوب التونسي، حيث لفظ البحر عديد الجثث من جنسيات مختلفة، وعليه تم مقابلة رئيس فرقة الحرس البحري في جرجيس الذي أكد وجود جثث لمواطنين فلسطينيين منهم من يحمل جواز سفر فلسطيني، ومنهم من حملة الوثائق السورية الخاصة باللاجئين”.
وأضح أن سفارات دولة فلسطين لدى كل من ليبيا، وإيطاليا، واليونان، ومالطا، تتابع أيضا أية معلومات قد تصلها من السلطات المختصة في تلك الدول حول أية جثث لديها
هذا وستعلن الوزارة عن كافة المعلومات التفصيلية المتعلقة بهوية الجثامين حين توفرها والتأكد منها، أو أية معلومات عن وجود جثث أخرى أو أسماء لمفقودين.
الهجرة عن طريق البحر
جدير بالذكر أنّ عدد محاولات الهجرة عن طريق البحر ارتفعت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة بسبب الواقع الاقتصادي الصعب في قطاع غزة؛ إذ بلغ معدل البطالة في غزة حوالي 50%، في وقت يعيش فيه أكثر من نصف سكان القطاع في الفقر، فيما يعاني 62% من سكان غزة من انعدام الأمن الغذائي.
وحذرت فصائل وهيئات فلسطينية من خطورة استمرار “ظاهرة الهجرة” على الفلسطينيين، ودعت منظمات حقوقية للتحقيق في ظاهرة الهجرة غير الشرعية ومحاسبة المهربين الذين يستغلون المهاجرين.
وقالت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، أنها تنظر بقلق شديد تكرار حالات غرق الشاب المهاجرين من قطاع غزة، إلى دول أوروبا بحثاً عن الحياة الكريمة، وهروباً من حالة الفقر والحرمان والقمع والتهميش التي يعانون منها، جراء استمرار الحصار الإسرائيلي والانقسام الداخلي اللذان فاقما مشاعر عدم تمتع الشباب بآدميتهم، والتي كان آخرها وفاة (7) قبالة السواحل التونسية خلال محاولة الهجرة إلى أوروبا، مساء يوم أمس الأحد، بتاريخ: 23 أكتوبر 2022.
وأوضحت الهيئة في بيان لها، أنه وبحسب المعطيات المتوفرة لديها، فإن الشباب الغرقى هم: “محمد يوسف قشطة”، يونس حيدر الشاعر”، ماهر طلال الشاعر”، “محمد طلال الشاعر”، “مقبل مجدي عاشور”، “آدم محمد شعث”، “سامي منضور الشاعر”، ومعظمهم من سكان جنوب قطاع غزة.
الاحتلال يتحمل المسؤولية
من جانبها نعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين شهداء الغربة والبحث عن لقمة العيش من أبناء الشعب الفلسطيني، الذين جازفوا بحياتهم عبر قوارب الموت، هرباً من واقع غزة الاقتصادي والاجتماعي المتردي. متوجهة بخالص العزاء من أهالي الضحايا في فقدانهم الأليم.
وأوضحت الجبهة في بيان صدر عنها اليوم، أن حرمان شعبنا من استغلال والاستفادة من ثرواته الطبيعية، واستمرار الضرائب المتصاعدة، ساهم في إفقاره وارتفاع معدلات الفقر والبطالة وانعدام الأمن الغذائي وتردي الأوضاع الحياتية والمعيشية، لا سيما في صفوف الشباب.
وحملت الجبهة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الأولى عن تردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي، مطالبة السلطتين في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة بتوفير لقمة العيش لأبناء الشعب الفلسطيني لوقف النزيف المتواصل بحثاً عن الحياة الكريمة والآمنة، وتعزيز مقومات صمودهم.
ودعت الجبهة لإطلاق برنامج وطني للقطاع لتنفيذ مشاريع تنموية قصيرة ومتوسطة الأجل للتخفيف من حجم هذه المأساة.
وأعربت حركة حماس عن خالص التعازي والمواساة لعائلات الضحايا من أبناء شعبنا، في حوادث غرق مراكب الهجرة، والتي كان آخرها في ساحل جرجيس التونسية، وفي بحر اليونان، سائلةً الله تعالى لهم الرّحمة والمغفرة، ولأهلهم ولعائلاتهم جميل الصبر وحسن العزاء.
وقالت حركة حماس في تصريح صحفي، اليوم الإثنين، إنها تتابع بكل ألم وحزن الأنباء التي كشفت عن وجود ضحايا من أبناء شعبنا الفلسطيني في حوادث الغرق، ونشاركهم هذا المصاب الأليم.
ودعت إلى ضرورة تكاتف الجهود فلسطينياً وعربياً ودولياً، لحماية اللاجئين الفلسطينيين في أماكن وجودهم كافة، محملةً الاحتلال المسؤولية عن معاناة شعبنا الفلسطيني الذي يتعرّض للاضطهاد والحصار والمنع من العودة إلى فلسطين، أرض الآباء والأجداد التي هجّر منها قسراً.