مع اقتراب ذكرى مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، أهم مقبرة في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، لا يمكن إغفال الدور الكبير الذي قام به الصبي المصري حسين عبد الرسول، في إرشاد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر نحو اكتشاف المقبرة التي أذهلت العالم على مدار أعوام عديدة بمقتنياتها النادرة.
دور العمال المصريين في اكتشاف الآثار
الدكتور كريم أيمن، مدير ترميم بوزارة السياحة والآثار، ومفتش آثار سابق، أشار في تصريحات لـ«»، إلى الدور الكبير الذي قام به عمال الحفائر الأثرية المصريون في اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، وبصفة خاصة عائلة «آل عبد الرسول»، إحدى العائلات المشهورة في الأقصر باستضافة البعثات الأثرية، والتي استضافت عالم المصريات هوارد كارتر، أثناء بحثه عن المقبرة، بداية من عام 1914 حتى اكتشافها في 4 نوفمبر عام 1922.
اكتشاف الصبي حسين عبد الرسول سلم المقبرة بالصدفة
وأضاف «كريم» أن اعتماد البعثات الأثرية على عمال الحفائر المصرية يعود إلى خبرتهم بطبيعة وجيولوجيا الأرض أكثر من غيرهم: «كانوا بمثابة الدليل لاكتشاف مقبرة الفرعون الصغير»، فضلا عن ذلك كانوا يقومون بأعمال الحفر وتحميل الرمال والغربلة، بما جعلهم يشكلون منظمة لاكتشاف أمجاد أجدادهم الفراعنة.
وتابع أنه من ضمن تلك الأدوار اختص صبي صغير من عائلة عبد الرسول، يُدعى حسين عبد الرسول، لم يتجاوز الـ 12 عامًا وقتها، بإمداد العمال بالطعام والشراب خلال بحثهم عن المقبرة طوال اليوم، والذي كان له الدور الأكبر في اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون بالصدفة، بعدما فقد كارتر الأمل وقرر العودة لبلده.
كريم: حس الصبي الأثري دفعه لإرشاد كارتر نحو المقبرة
«كان يعتاد الصبي الصغير على ملء زير المياه للعمال أثناء بحثهم عن مقبرة توت عنخ آمون.. وشاء القدر أثناء استراحة الصبي بوضع الزير على الأرض أن تنغمر المياه أسفله حتى انكشف أمامه جدار صلب يُشبه السلم»، وفقًا لحديث مدير الترميم، مُتابعًا أنه نتيجة تربية الطفل في بيئة اعتادت الكشف عن الآثار ومشاهدة كواليس ذلك، شعر الصبي بحسه الأثري أن ذلك السلم يمثل اكتشافا جديدا سيُضاف إلى تاريخ مصر العظيم، بما جعله ينهض سريًعا تجاه كارتر والعمال ويخبرهم بما رآه لتبدأ عملية الحفر التي استغرقت العديد من الأيام، حتى تم الكشف عن كنز مقبرة توت عنخ آمون، التي أذهلت العالم بمقتنياتها النادرة، وعلى رأسها قناع الملك الذهبي، والمقاصير الخشبية، والعجلات الحربية.