وأشار الوزير خلال مشاركته بالدورة السادسة لمبادرة مستقبل الاستثمار، تحت شعار «الاستثمار في الإنسانية.. تمكين نظام عالمي جديد»، والذي سيستمر على مدى ثلاثة أيام، ويشارك فيه أكثر من 6 آلاف مشارك و500 متحدث من المملكة ودول العالم إلى أن شركتي «أرامكو السعودية» و«أرامكو للتجارة» يتعاملان مع أوروبا، مؤكدا أن المملكة تتعامل مع العديد من الحكومات مع أوروبا لتلبية احتياجاتها من النفط وتقديم التسهيلات لها فيما يتعلق بهذا الشأن.
الدولة الأكثر أمانا وموثوقية
قال وزير الطاقة أن المملكة تعد الدولة الأكثر أمنا وموثوقية للنفط، مشدداً على أن الحل بشأن أزمة الطاقة يجب ألا يأتي من دولة واحدة أو مصدر واحد، لافتا إلى أن شركتي «أرامكو السعودية» و«أرامكو للتجارة» يتعاملان مع أوروبا، حيث تتعامل المملكة مع العديد من الحكومات مع أوروبا لتلبية احتياجاتها من النفط وتقديم التسهيلات لها فيما يتعلق بهذا الشأن.
مضيفا أن أرامكو السعودية زودت أوروبا بـ490 ألف برميل من النفط، وقامت خلال الشهر الحالي بتزويدها بـ950 ألف برميل، كما أكد أن السعودية قررت أن تكون ناضجة فيما يتعلق بالتوتر الأخير الذي حدث مع الولايات المتحدة عقب قرار أوبك بلس بشأن خفض إنتاج النفط، وشدد على أن «السعوديين لا يديرون ظهورهم لأحد عندما يتحدثون».
الاستثمار في الإنسانية
أوضح محافظ صندوق الاستثمارات العامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ياسر الرميان أن مبادرة مستقبل الاستثمار تعدّ بمثابة المحرك للتعاون العالمي، مع أهمية الالتزام بالمقدرات، ومن أبرزها الاستثمار في الإنسانية في نظام عالمي جديد.
وبيّن الرميان أن الصناعات المختلفة مثل الاتصالات والصحة وقطاع التجزئة والقطاعات الأخرى تعد من العوامل الرئيسة التي أسهمت في الحراك العالمي، مشدداً على أن جائحة كورونا أسهمت في تسريع هذا الحراك الصناعي، وهو ما قادنا إلى استغلال الفرص المتاحة. الابتكار والاستثمار
أوضح الرميان أن المبادرة طورت إطاراً للحوكمة والبيئة الاجتماعية للأسواق الجديدة، مع التركيز على قياس الأداء وأثر الحوكمة البيئية والاجتماعية على حياتنا.
مبيناً أن البيانات تعد عاملاً مهماً في طريقة التعامل مع الأزمات العالمية مثل تغير المناخ، وأن أرامكو على سبيل المثال تمكنت من تطوير نظام جديد سيطلق في العام المقبل، يسهم في العمل على استيعاب انبعاث الغازات بوضوح.
ونوّه الرميان إلى أن صندوق الاستثمارات العامة يعدّ أول صندوق سيادي أصدر أول سند بمسمى السندات الخضراء، مبيناً أن سوق الكربون الطوعي يعدّ أحد أهم الأسواق التي يجب أن تتوحد فيه الجهود بين المستثمرين ورواد الأعمال لإيجاد فرص تعليمية للشباب في الاقتصاد المعرفي.
180 جلسة بالمؤتمر
ذكر الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ريتشارد آتياس أن الجلسات والمناقشات التي ستشهدها النسخة السادسة للمبادرة سيبلغ عددها 180 جلسة ستعقد بشكل متزامن، إضافة إلى 30 ورشة عمل و4 قمم مصغرة موزعة على مدى الأيام الثلاثة، لمناقشة مواضيع مهمة، من بينها موازنة النجاح مع الاستدامة والصعود الجيو اقتصادي والمساواة في عالم غير متساوٍ، وما يواجه قادة العالم في محاولتهم إعادة العالم لما كان عليه قبل جائحة كورونا، وما يواجهه من تحديات مستعصية وغير متوقعة.
وشدد على أهمية العمل الجماعي لتحقيق التأثير الكبير على مجالات دعم الإنسانية، خاصة في ظل ما يواجهه العالم من مشاكل عديدة وصعبة ونظام عالمي جديد.
مشيرا خلال الجلسة الافتتاحية بعد عرض مرئي حول الاستثمار في الإنسانية عن المسح الاستقصائي الذي أجرته (IPSOS) على 130 ألف شخص من 13 دولة، يمثلون ما يقارب 50 % من سكان العالم، في محاولة من مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار لتقديم رؤى حول أعلى الأولويات في العالم في ظل التحديات الاجتماعية والبيئية والهوية غير المسبوقة.
وقال: «إن المبادرة قامت بإعداد تقرير حول مجابهة التحديات العالمية من أجل إيجاد حلول لها، التي شارك فيه آلاف الأشخاص، موضحاً أن نسبة 77 % من المبحوثين متفائلين بمستقبل أفضل، وأن الآمان المالي يعدّ من أبرز التحديات التي يواجهها 50 % من الأشخاص حول العالم، إضافة إلى التكاليف على الدخل فضلاً عن الاحتباس الحراري والتغير المناخي، ذلك وفق الاستطلاع الذي أجري مؤخراً.
الاستثمار لتحسين حياة المجتمع
وخلال جلسة خاصة بالاستثمار والتكنلوجيا ومدى قدرتهما على تحسين حياة المجتمع البشري أكد محافظ صندوق الاستثمارات العامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ياسر الرميان أن 1.1 مليار شخص تمكنو من الخروج من الفقر بين عامي 1990 و2015، وأكد المشاركون على التقدم في الصحة والطب والتكنولوجيا الحيوية الذي أسهم في تحقق رعاية صحية متطورة، كذلك توافر في الغذاء على نطاق واسع بفضل الابتكارات في الزراعة المستدامة, كذلك الأمر في تكنولوجيا التعليم وإسهامها في تحقيق التقدم الشخصي، كما أدت التطورات التكنولوجية التي تتمحور حول المستهلك من الهواتف الذكية إلى الأجهزة القابلة للارتداء إلى زيادة الإنتاجية وتمكين الإبداع وتسريع الوعي الذاتي الشامل.
وشددت الجلسة على أن التكنولوجيا تبدو أكثر من أي وقت مضى قادرة على دفع البشرية إلى عصرها التحولي التالي، إذا كانت البشرية نفسها وجميع جوانبها لا تقف في طريق التقدم.
مستقبل الاقتصاد العالمي
بين وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح أن مستقبل الاقتصاد العالمي لعام 2023 غير مؤكدٍ، وذلك بسبب ارتفاع التضخم وانخفاض القوة الشرائية، إذ بات لا يمكن التنبؤ بالسياسات التجارية بسبب العديد من العوامل كارتفاع أسعار الطاقة وتغير المناخ وغيرها.
وبشأن التحول في مجال التجارة وسلاسل الإمداد أشار إلى أنه إذا وضع الأمر في سياق العولمة فسيستمر ويعرض الدول والشركات والأفراد إلى مرحلة الضمان، وستنفق كل دولة من إجمالي ناتجها المحلي على العديد من الصناعات المختلفة.
مضيفا: تحدثت مع وزير الاستثمار الفنلندي بشأن الاستثمار في الطاقة والطاقة المتجددة والبنية التحتية، وأكدنا على وجود عدد من القضايا التي يسيطر عليها التحول الاقتصادي والتضخم العالي وارتفاع أسعار الفائدة، والتي ستؤدي إلى تقليل النمو والدخل، ويجب علينا أن نركز على النمو الذي سيصبح أبطأ، بيد أن هناك الكثير من الفرص السانحة على مستوى التكنولوجيا وعلى مستوى الاستثمار في النظام العالمي الجديد.
وشدد وزير الاستثمار على أن رؤية 2030 تم تصميمها للعالم المستقبلي الذي سنعيش فيه بعد 10 أو 15 عاماً، فإذا أردنا أن نعرف مفهوم النظرة الاستباقية لنعد إلى عام 2016، وما قام به صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وكيف خطط لمواجهة ما نعيشه اليوم وفي المستقبل القريب.
عودة الأمور لطبيعتها
أشار وزير التنمية والاستثمار اليوناني إيدونيس جيرجيادس خلال الجلسة إلى الشراكة الدائمة بين حكومتي المملكة وجمهورية اليونان، مبينًا أن البلدين يملكان رؤية مشتركة، فيما تمتاز المملكة برؤية 2030م، التي تعمل على تحقيق منجزات عدة في مختلف المجالات.
وشدد الوزير اليوناني خلال الجلسة على أن توقف الصراع العالمي من شأنه أن يعيد الأمور إلى وضعها الطبيعي مع الاستعداد التام لأي متغيرات قد تحدث، مبدياً في الوقت ذاته سعادته بإعلان حكومتي المملكة واليونان قبل عدة أشهر العمل على تحقيق الربط الكهربائي مع أوروبا عبر بلاده.
ونوه إلى أن اليونان تسير بوتيرة متسارعة نحو التحول إلى الطاقة المتجددة، إضافة إلى الاستثمار في التقنية مع كبرى الشركات التقنية العالمية، خاصة وأن الفرص تولد من رحم الأزمات، وأنه على الجميع أن يتوحد من أجل مستقبل أفضل.
كما تطرقت الجلسة كذلك إلى أن السنوات الأربع الماضية وفي ظل جائحة كورونا، استطاعت الصين وهونج كونج أن تتواصل مع الخارج بشكل كامل، بفضل سياستها ذات المرونة العالية مع طموح الصين في تحقيق خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 60 % بحلول 2030، وهو جزء من خطتها للقضاء الكامل على الكربون بحلول 2060، للتحول إلى الاقتصاد الأخضر، الذي يتطلب كثيراً من التمويل.