وتنتهج المملكة في عملها الإنساني كلمات خادم الحرمين التي أطلقها عندما تم افتتاح مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عام 1436هـ، عندما قال: «سيكون هدفنا ورسالتنا السعي جاهدين لجعل هذا المركز قائمًا على البُعْد الإنساني، بعيدًا عن أي دوافع أخرى بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الإغاثية الدولية المعتمدة».
وعرفت المملكة بدورها الإنساني والإغاثي وأياديها البيضاء التي شملت أنحاء المعمورة؛ وبلغ حجم المساعدات السعودية 95 مليار دولار أمريكي، استفادت منها 160 دولة حول العالم؛ مما جعلها نموذجًا فريدًا للعمل الإنساني.
مبادرات إنسانية وتكمن ريادة المملكة في مجال العمل الخيري والإنساني على مستوى العالم في العديد من المبادرات الإنسانية والمساعدات من منطلق إيمانها بأهمية الدور الإنساني والتنموي الفاعل الذي تقوم به تجاه الدول المحتاجة والمتضررة، لتجعل من البعد الإنساني نهجًا ثابتًا في سياستها، حيث جاء تدشين مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ليكون مركزًا دوليًا رائدًا لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة، ويكون مظلة للأعمال الإنسانية والإغاثية الخارجية للمملكة، والجهة الوحيدة المخولة باستلام أي تبرعات إغاثية أو خيرية أو إنسانية، سواءً كان مصدرها حكوميًا أو أهليًا، لإيصالها إلى محتاجيها في الخارج وفقًا للأنظمة.
مركز الملك سلمان للإغاثة
وسجل مركز الملك سلمان للإغاثة حضورًا دوليًا لافتًا في المشهد الإنساني من خلال تنفيذه لـ 2120 مشروعًا إنسانيًا وإغاثيًا في 86 دولة حول العالم، بقيمة 5.916.958.513 مليارات ريال، شاملة تلك المشروعات قطاعات حيوية عدة، ويشكل العمل التطوعي ركنًا مهمًا في أعمال مركز الملك سلمان للإغاثة، إذ نفذ المركز مئات البرامج التطوعية في مجالات متعددة منها برامج طبية في مكافحة العمى والأمراض المسببة له، وجراحة القلب المفتوح والقسطرة، إلى جانب برامج الجراحات المتخصصة، وذلك بمشاركة كوادر سعودية متطوعة من الأطباء والمتخصصين، والذين تمكنوا من إجراء أكثر من 46 ألف عملية جراحية وتقديم العلاج لآلاف المستفيدين من الأسر ذوي الدخل المحدود في الدول المستهدفة.
العمل التطوعي ويضع المركز العمل التطوعي ضمن أهدافه الرئيسة، ساعيًا إلى تطويره، وتوعية الشباب عن أهميته وتحفيزهم للمشاركة فيه، والمساهمة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 بزيادة أعداد المتطوعين إلى مليون متطوع.
التوائم السيامية
وإلى جانب هذه الجهود، يأتي البرنامج الطبي السعودي لفصل التوائم السيامية، والذي يعد البرنامج الوحيد من نوعه على مستوى العالم الذي يتكفل بكافة نفقات العملية والعلاج والتأهيل لما بعد العملية، إذ قام على مدى 3 عقود باستقبال حالات للتوائم السيامية من مختلف دول العالم ودراستها وتقييمها قبل إجراء العملية، وقد بلغ عدد الحالات التي جرت دراستها حتى الآن 117 حالة من 22 دولة في 3 قارات حول العالم، تم إجراء عملية فصل لـ 52 حالة منها وتكللت جميعها بالنجاح، وذلك في رقم قياسي ريادي عالمي يضاف إلى سجل المملكة الطبي والإنساني.
وتشكل المشاريع والبرامج الإنسانية الكبيرة لمركز الملك سلمان للإغاثة، علامة بارزة في سجل المملكة الإنساني، وقطرة من فيض عطائها، وستبقى -بإذن الله- أيادي المملكة البيضاء تُمد بسخاء، وسجلها الناصع يمتد بالعطاء، وفق توجيهات كريمة من القيادة الحكيمة، انطلاقًا من التعاليم الجليلة لديننا الإسلامي، وتجسيدًا لأسمى معاني التضامن الإنساني.
مبادرات المملكة الخيرية والإنسانية
– رابطة العالم الإسلامي
منظمة إسلامية شعبية عالمية جامعة مقرها مكة المكرمة، تهتم بإيضاح حقيقة الدين الإسلامي، ومد جسور التعاون الإسلامي والإنساني مع الجميع. وتضم في عضويتها:
– هيئة الأمم المتحدة: بصفة عضو مراقب بـالمجلس الاقتصادي والاجتماعي بين المنظمات الدولية غير الحكومية ذات الوضع الاستشاري.
– منظمة التعاون الإسلامي: بصفة مراقب؛ تحضر مؤتمرات القمة، ووزراء الخارجية، وجميع مؤتمرات المنظمة.
– منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة: بصفة عضو.
– منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف): بصفة عضو.
الصندوق السعودي للتنمية
أسست السعودية الصندوق السعودي للتنمية ليصبح القناة الرئيسية التي تقدم من خلالها الحكومة السعودية مساعداتها الإنمائية، ويتمثل هدفه الأساسي فيما يلي:
– المساهمة في تمويل المشاريع الإنمائية في الدول النامية عن طريق منح القروض لتلك الدول.
– تقديم منح للمعونة الفنية لتمويل الدراسات والدعم المؤسسي.
– تقديم التمويل والضمان للصادرات الوطنية غير النفطية.
رفع معاناة الشعوب
انطلاقًا من دورها الإنساني والريادي تجاه المجتمع الدولي في شتى أنحاء العالم، واستشعارًا منها بأهمية هذا الدور المؤثر في رفع المعاناة عن الإنسان ليعيش حياة كريمة، فقد بادرت المملكة بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ليكون مركزًا دوليًا مخصصًا للأعمال الإغاثية والإنسانية، ودُشنت أعماله في مايو من العام 2015، برأسمال يبلغ مليار ريال، بتوجيه ورعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
ويعتمد المركز في أعماله على ثوابت تنطلق من أهداف إنسانية سامية، ترتكز على تقديم المساعدات للمحتاجين، وإغاثة المنكوبين في أي مكان من العالم بآلية رصد دقيقة وطرق نقل متطورة وسريعة، تتم من خلال الاستعانة بمنظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الربحية الدولية والمحلية ذات الموثوقية العالية في الدول المستفيدة.
وروعي أن تكون مشاريع وبرامج المركز متنوعة بحسب مستحقيها وظروفهم، وتشمل المساعدات جميع قطاعات العمل الإغاثي والإنساني (الأمن الإغاثي، إدارة المخيمات، الإيواء، التعافي المبكر، الحماية، التعليم، المياه والإصحاح البيئي، التغذية، الصحة، دعم العمليات الإنسانية، الخدمات اللوجستية، الاتصالات في الطوارئ).