الأمانة والنزاهة أمور لا تعتمد على رفاهية الحياة ورغد العيش أو ما يتمتع به الشخص من وضع مادي جيد، وإنما على غنى النفس وشبعها، وهو ما أثبتته الفتاة الثلاثينية عبير علي، ابنة محافظة الإسكندرية؛ فعلى الرغم من ظروفها البسيطة، كونها منفصلة وتعول ابنتين، إلا أنها عندما وجدت شيكًا بمبلغ مليون جنيه أثناء عملها، أسرعت تعيده دون تردد، رافضة أن يدخل بيتها مالٌ حرام.
عبير تجد شيكًا بمبلغ مليون جنيه
«مينفعش آخد حاجة مش بتاعتي».. قالتها «عبير»، صاحبة الـ32 عامًا، خلال حديثها لـ«»، موضحة أنها أحد أفراد العمالة الإدارية بنادي سموحة الرياضي بمحافظة الإسكندرية، وأنه أثناء عملها يوم الجمعة الماضي، وهو يوم يشهد إقبالًا شديدًا من أعضاء النادي، وجدت شيكًا بمبلغ مليون جنيه.
مبادئ صارمة وضعتها «عبير» في حياتها مسبقًا، أهمها الأمانة وعدم الحصول على شيء دون وجه حق، ما ساعدها على اتخاذ قرار إعادة الشيك إلى صاحبه بسهولة وتلقائية دون تردد أو تفكير؛ لذا بقيت في مكانها لمدة ربع ساعة محتفظة بالشيك؛ على أمل أن يأتي صاحبه يسأل عنه فتعيده إليه، وعندما لم يأت أحد أتصلت برئيسها في العمل تخبره بالأمر.
عبير اعتادت إعادة الممتلكات الشخصية لأصحابها
«كلمت الأستاذ شاكر رئيسي في الشغل وقالي هاتي الشيك وتعاليلي عند المكتب».. ذهبت الفتاة الثلاثينية على الفور حاملة الشيك في يدها والأمانة في قلبها، غير منتظرة شيء سوى أن يُعاد هذا المبلغ إلى صاحبه، الذي وبكل تأكيد يبحث عنه الآن بكل جوارحه: «الحمد لله الإدارة تواصلت مع صاحب الشيك، وتاني يوم تم تكريمي من الأستاذ وليد عرفات مدير النادي وإداني شهادة تقدير».
لم يكن مصدرًا لكل تلك الأمانة التي تمتعت بها «عبير» سوى شبع بل غنى نفسها وخوفها من الله، وهو ما أتضح من ظروفها التي تحياها، وفق حديثها: «منفصلة عن جوزي وعندي بنتين أنا اللي بعولهم، وعايشة مع بناتي في شقة سكنية بمنطفة فيكتوريا بإسكندرية، بدفع لها 1000 جنيه إيجارًا شهريًا، بالإضافة إلى فواتير الخدمات الأخرى.
لا تتمنى السيدة الثلاثينية سوى أن تستكمل مشوارها مع بنتيها: «بدعي ربنا يقدرني وأربي بناتي بالحلال ومش عايزة حاجة تاني، ودي مش أول مرة فسبق لي العثور على مقتنيات شخصية أخرى من هواتف ومشغولات ذهبية وأموال داخل عملي، وأعادتها جميعا إلى أصحابها».