| تقطيع وتطعيم وصنفرة وطلاء.. مراحل صناعة «الصدف» بالحسين وخان الخليلي

داخل محل على ناصية أحد شوارع منطقة الحسين، توجد ورشة كبيرة اكتسبت شهرة واسعة في صناعة الصدف والزخرفة على مدار أعوام طويلة، مزينة بقطع «الشكمجية، والأنتيكات، وحامل المصحف».

يجلس الصنايعية على الماكينات، يتحركون بشكل مهاري وهم يقطعون الصدف، ويزخرفون به القطع الخشبية، تحت إشراف صاحب الورشة الحاج «عاطف عبدالبديع»، 53 عاماً، يعلمهم أصول الصنعة التي ورثها عن والده وهو صغير.

حرفة زخرفة الصدف تواجه الاندثار

تصنيع التحفة الواحدة قد يستغرق ساعات أو أسابيع، وفقاً لحجمها والتصميم الخاص بها، حسبما روى الحاج «عاطف» لـ«»: «يبدأ العمل بتجهيز الخام وإدخاله ماكينة تقطيع الصدف، وبعدها يأتي دور تطعيم القطعة الخشبية بالصدف، لينتهي الأمر بالصنفرة والتلميع وطلاء الخشب».

مرحلة تزيين التحفة وإضافة الصدف إليها ليست بالسهلة، وفقاً لـ«عاطف»، وإذا كانت القطعة صغيرة تتضاعف الصعوبة، نظراً لحجم الإبرة الخشبية الصغيرة التي تلتصق بقطع الصدف: «الشغل على القطع الصغيرة بيضعف النظر».

صنعة تطعيم الصدف تميزت بها مصر عن باقي الدول، رغم عدم وجود المواد الأساسية لصناعة المنتجات الصدفية: «نستوردها من الدول المشهورة بها، مثل أستراليا».

إنتاج المشغولات الصدفية في مصر وتصديرها للدول في الخارج

45 عاماً قضاها «الحاج عاطف» في مهنته، يتعلم كل ما هو جديد بها: «الزمن مابقاش زي الأول والصحة كمان، مابقيتش أشتغل بإيدي، معايا صنايعية في المحل بينفذوا أصول المهنة اللي اتعلمتها من والدي»، مؤكداً أن أصحاب الذوق العالي هم من يفرّقون بين المشغولات الصينية واليدوية.

أحلام وأمنيات كثيرة تدور في ذهن الرجل الخمسينى، في مقدمتها أن تعود السياحة كما كانت قبل ثورة 25 يناير: «كنا بنصدّر مشغولات الصدف لكل دول العالم»، كما يأمل أن تحافظ الأجيال القادمة على المهنة من الاندثار.