| «مجدي» يحفظ إرث أجداده بصناعة الجلود الطبيعية: «حبها بيجري في دمي»

داخل محل صغير بمنطقة الدرب الأحمر وبشارع الخيامية بالتحديد، بهت لون طلاء جدرانه من أثر الزمن، بداخله أكوام من الشنط الجلد الطبيعية، يجلس رجل ستيني ويصمم الأشكال المختلفة منها، إذ يمارس المهنة التي ورثها عن والده وأجداده منذ سنوات طويلة ولم يتخلى عنها نظرا لحبه الشديد لها.

مجدى توفيق، صاحب 62 عاما، صاحب أقدم محل لصناعة الجلد الطبيعي، يروي لـ«»، أنه ورث هذه المهنة أبا عن جد: «دي مهنة ورثتاها عن جدي وكان شغال في الصندل بتاع زمان وبعدين والدي كان شغال في وش بتاع الأحذية وبعدين إحنا بقينا نطور الشغل وبقينا نشتغل في الشنط الجلد الطبيعي»، موضحا أنه يمارسها منذ أكثر من 50 عاما.

أشكال مختلفة من الشنط الهاندميد يقوم صاحب الـ 62 عاما بتصميمها منها السادة ومنها المرسوم: «في شنط اسمها السوري ودي بتكون مرسومة من الخارج بالخيط وبتكون فيها أكتر من لون وفي منها سادة وذلك على حسب طلب الزبون وفي المصري»، لافتا إلى أن ارتفاع أسعار خامات الجلد الطبيعي هو ما جعل الصنعة مهددة بالاختفاء والاندثار: «كان زمان الشغل كتير ولكن الناس حاليا بقت تشتري الشنط الجاهزة».

رغم كبر سنه ما زال يعافر لإكمال رحلته على أكمل وجه ولم يتخلَ عنها نظرا لحبه لها: «رغم إن الصنعة بقت قليلة وأنا مش هموت مع الصنعة بتاعتي ولكن بمارسها عشان بحبها من صغري ولازم أطور منها ومش بعرف أشتغل غيرها»، متمنيا أن يعود الطلب على الصنعة مرة أخرى.

يحتفظ بكل شيء في المحل منذ بداية تأسيسه من خلال أجداده

من الجميل أن الرجل الستيني ما زال يحتفظ بكل شيء في المحل منذ بداية تأسيسه من خلال أجداده، إذ جدرانه الخشب توضح مدى قدم المحل: كل حاجة في الورشة بتفكرني بأيام زمان وخاصة شارع الخيامية عشان كدا مش بجدد فيها» وعلى الرغم من تمسكه بمهنته إلا أنه لم يورثها لأبنائه وأصر على أن يحصلوا على مؤهل جامعي، ويمتهنوا أعمالا أخرى تناسب دراستهم: «معايا ولد متخرج من كلية سياحة وفنادق وبنت خريجة ألسن وكمان في واحدة لسه في مرحلة التعليم».