تصدر مجمع اللغة العربية برئاسة الدكتور صلاح فضل، محركات البحث، بعد إعلانه إجازة مجموعة من الألفاظ والأساليب، من بينها فعل «استعبط»، الذي يأتي في إطار هدف تقليل الفجوة بين العامية والفصحى.
اللغة العربية كائن حي
وبمناسبة تصريح مجمع الخالدين اللغة العربية بالقاهرة حول إجازة استعمال «استعبط» وإدخالها فيما يجوز استعماله في اللغة بمعنى الظن والجهل، يقول الدكتور جودة مبروك، أستاذ اللغة العربية وعميد كلية آداب جامعة بني سويف السابق، إنّه لا بد أن نعلم أن اللغة كائن حي، بها ألفاظ تموت، وألفاظ تحيا وتجدّ على الألسنة، ودائمًا تخضع اللغة لقانون التطور عبر مراحلها المختلفة على ألسنة المتحدثين بها.
وأضاف «مبروك» في حديثه لـ«»، أنّ هناك كم كبير من الكلمات التي استحدثت إما من ناحية لفظها أو من ناحية معناها، ولا مانع من النظر في شأنها في مدى مناسبتها للذوق اللغوي والمعايير والخصائص التي تُميّز ألفاظ العربية.
وقال أستاذ اللغة العربية، إنّه لا شك أنّ مادة «عبط» مستخدمة في اللغة، ووردت في الفصيح من الكلام، وكانت تعني اللحم الطري غير الناضج، وقد جاءت في الحديث النبوي في قوله صلى الله عليه وسلم: «مُرِي بَنيكِ لا يعْبِطُوا ضُرُوع الغَنَمِ» أي لا يُشدِّدوا الحَلَبَ، وقد جاءت في الشعر الفصيح وغير ذلك، وقد جدّ على هذه اللفظة استعمالها بزيادة الألف والسين والتاء، وانتقل كذلك معناها في الاستعمال المعاصر، فنقول: استعبطَ التاجرُ الولدَ، بمعنى ظنه أو جعله عبيطًا.
وليست هذه الكلمة الوحيدة التي أجازها المجمع، بل توجد وفرة كبيرة من الألفاظ سمح المجمع بتداولها في الخطاب الفصيح، وذلك منذ عام 1932 منذ نشأة المجمع، وقد أثرى ذلك اللغة العربية بمفردات كثيرة، وقد نوّه واضعو المعجم الوسيط على ذلك بقولهم «مولَّدة» أو «مستحدثة».
مجمع اللغة يسعى لتفصيح العاميات العربية منذ زمن
أكد الدكتور جودة مبروك، أن مجمع اللغة العربية بالقاهرة ممثلاً في لجنة الألفاظ والأساليب يسعى إلى مشروع تفصيح العاميات العربية منذ زمن، حتى لا تبعد الهوية بين اللغة الفصيحة ولغة الحياة اليومية، من ناحية؛ ومن ناحية أخرى حتى يتم إثراء اللغة العربية بألفاظ جديدة من أفواه الناس.
ومن الكلمات المجازة أيضًا: أُقصوصة، بمعنى القصة القصيرة، وكذلك كلمة «إرفاق» وهي مصدر أرفق، والإرفاق بمعنى المصاحبة، وهي من مُرفق، أو مرفقات، ومن ذلك أيضًا «الأنشطة» وهي العمال المتنوعة التي يمارسها المرء أو الجماعة، على جواز جمع المصدر وهو نشاط، ومن ذلك أيضًا «أمسيَة» ومعناها المساء، قياسًا على أغنية، ومن ذلك أيضًا «برمجة» وهو جعل الموضوعات في خطة، فهي مشتقة من «برنامج»، وأجاز المجمع أيضًا «تعبوي» نسبة إلى تعبئة، وأجاز «تربوي» نسبة إلى تربية.
وأجاز كذلك «توصيف» بمعنى تصنيف الأشياء، و«مواصفات» بمعنى بيان الصفات التي يجب توافرها، و«تكلفة» بمعنى الجهد والمال والعناية، و«التسيب» بمعنى الإهمال، و«تطويع» بمعنى الإخضاع والتذليل، و«التنصُّت» بمعنى التسمع، و«التغطية» بمعني الاستيعاب والإحاطة، و«تصفية» بمعنى الإنهاء، و«جدولة» بمعنى ترتيب المسائل في جدول، و«جاهزة» بمعنى مجهَّزة، و«سداد» بمعنى تأدية الدين، و«شغوف» بمعنى شديد الشغف، و«الشجب» بمعنى الرفض والاستنكار، و«الصمود» بمعنى الثبوت، و«الصدفة» بمعنى حدوث الشيء دون قصد، و«عديدة» بمعنى كثيرة، و«عشوائي» أي على غير هدى، و«عمالة» على معنى العمل أو العمال، و«منضدة» وهي ما يرص عليها الطعام.
واختتم الدكتور جودة مبروك حديثه قائلًا، إنّنا لا نستطيع أن نحصي ما أضافه المجمع وأجازه منذ نشأته، لكثرته، وحسبنا أن نقف عند المعجم الوسيط أو الكبير لنرى تلك المفردات وقد خالطت الكلمات الفصيحة المستعملة في اللغة منذ عصور الاحتجاج.