| «طارق» مسن يفترش الأرض لبيع «الشباشب» منذ 40 عاما: «نفسي في تروسيكل»

افترش الأرض بـ«ملاية» خفيفة واضعا عليها بضاعته المتمثلة في «الشباشب» البلاستيكية، التي اعتاد طارق العربي بيعها منذ 40 عاما أمام مسجد السيدة زينب، واتخذ منها وسيلة لكسب رزقه، ينادي بين الحين والآخر على المارة والتعب الشديد يبدو على ملامحه متجاهلًا الآلام التي توزعت في أنحاء جسده، بدايةً من رقبته إلى قدمه، لتوفير لقمة العيش لأسرته.

 

عمل طارق في الشارع منذ 40 عامًا

«عندي إلتهاب في 5 فقرات في رقبتي والمفروض أعمل عملية مش معاي مصاريفها»، هكذا بدأ العربي حديثه مع «»، موضحا أنه ارتدى رقبة طبية لتخفف عنه بعض الآلم وتجعله يواصل عمله الذي بدأه في الشارع منذ أكثر من 40 عامًا كبائعًا للأحذية الجلدية مع والده، للإنفاق على تعليم أشقاءه الأصغر، الذين خذلوه ولم يقفوا بجانبه في أثناء مرضه: «اتوظفوا وبيتستعروا مني عشان أنا على باب الله.. خايفين أطلب منهم مساعدة».

العربي: محتاج عملية في رقبتي ومش معايا مصاريفها

يبدأ طارق يومه في مطلع أذان الفجر، يصلي، ثم يُجهز ملاية البضاعة متوجهًا من منزله في صفط اللبن إلى أحد الأرصفة المُقابلة لمسجد السيدة زينب: «شيلتي للبضاعة كل يوم بيتعب رقبتي أكتر بس دي لقمة العيش»، ويقاوم آلام قدمه اليمنى التي أجرى بها عملية تركيب شريحة ومسامير نتيجة لحادث سير: «علاجي الشهري بيحتاج 3 آلاف جنيه.. وأنا عايش على المسكنات علشان مقدرش على المصاريف دي»، كما يُعاني من وجود أكياس في الكبد تحتاج جراحة لإزالتها.

الرصيف ملجأه الوحيد للإنفاق على أبنائه

لم يستطع طارق أن ينقطع يومًا واحدًا عن عمله حتى يُكفي مصاريف أسرته، إذ يعتبر الرصيف ملجأه الوحيد للإنفاق على أبنائه الثلاث وتوفير إيجار الشقة: «معايا ولد وبنتين بيدرسوا.. ومن غير قعدة الرصيف دي مش هنعرف نعيش»، مُتمنيًا أن يساعده أحد بالحصول على تروسيكل لنقل بضاعته عليه، بعدما ضعف جسده من المرض، بما لا يمكنه من التحرك بسهولة، أو الحصول على كشك يعفيه من التجول في الشوارع في هذا السن.