تثير عودة بنيامين نتنياهو إلى السلطة في إسرائيل، على رأس الحكومة الأكثر تطرفا في تاريخها، قلق الفلسطينيين، الذين قالوا إنهم يخشون أن يمهد ذلك لمزيد من التصعيد في الصراع مع إسرائيل.
ودلت نتائج انتخابات الكنيست التي أجريت أمس ونُشرت اليوم، الأربعاء، على فوز نتنياهو، في ظل توتر أمني كبير بين الفلسطينيين وإسرائيل. وتبدو آمال الفلسطينيين في إقامة دولة أبعد عن تحقيقها من أي وقت مضى، وسط تعثر مساعي السلام في الشرق الأوسط.
وارتقى أكثر من مئة شهيد فلسطيني من الضفة الغربية المحتلة هذا العام، بينما أدت سلسلة من العمليات المسلحة نفذها فلسطينيون في الشوارع إلى مقتل 25 في إسرائيل والمستوطنات.
وقال مسؤولون فلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة إن الاتجاه القومي المتطرف لائتلاف نتنياهو المحتمل، والذي يضم الفاشي إيتمار بن غفير الذي دعا لطرد الفلسطينيين، أثار مخاوف من تصاعد التوتر.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بسام الصالحي، إنه “لا شك أن النتائج التي ستأتي بمثل هذا الائتلاف ستزيد من السلوك العدائي حيال الشعب الفلسطيني وستضيف المزيد من التطرف على إجراءات الاحتلال”.
وأشار إلى أن “الانتخابات تعكس الواقع الحقيقي في إسرائيل وهي تذكية (زيادة) الاتجاه اليميني الأكثر فاشية في إسرائيل”.
وأضاف الصالحي أن حكومة نتنياهو “ستكون حكومة مستوطنين بشكل كبير، وبدون شك نتيجة هذا التشكيل الحكومي ستزداد الحالة العدوانية ضد الشعب الفلسطيني والتطرف في الإجراءات التي يمارسها الاحتلال. ونحن نعتقد أن على المجتمع الدولي أن يتدخل من أجل مقاطعة هذه الحكومة التي فيها إرهابيين لا يقلوا عن أي تنظيمات إرهابية موجودة في أماكن أخرى في العالم”، لافتا إلى أن “الوحدة الفلسطينية مطلوبة لمواجه مخاطر العدوان الإسرائيلي”.
وتوقعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي خاضت عدة معارك أمام إسرائيل على مدى العقد الماضي، أن تعني نتائج الانتخابات الإسرائيلية المزيد من العنف المحتمل.
وقال حازم قاسم، المتحدث باسم حماس، إنه “واضح أن هناك مزيد من الانزياح نحو اليمين الأكثر تطرفا في المشهد الإسرائيلي، وهو ما يعني تصعيد في العدوان ضد شعبنا”.
وأضاف أن “نتنياهو تزعّم حكومات شنت أكثر من حرب على شعبنا الفلسطيني .. ووجود الشخصيات الأشد تطرفا يعني أننا سنواجه مزيدا من الإرهاب الصهيوني”.
ورفض متحدث باسم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، التعليق على النتائج الأولية للانتخابات الإسرائيلية، قائلا إنهم سينتظرون النتيجة النهائية.
ومع توقف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، أجرى الجانبان اتصالات هذا العام، حيث التقى عباس وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، لتهدئة التوترات وتنسيق الإجراءات الأمنية. وفي أيلول/سبتمبر الماضي، رحب عباس بتصريحات جوفاء لرئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، حول حل الدولتين، واعتبر أنها تطور إيجابي. وعلى النقيض من ذلك، عارض نتنياهو دوما إقامة دولة فلسطينية.
واعتبرت المحللة السياسية الفلسطينية في غزة، ريهام عودة، أن عملية السلام والسلطة الفلسطينية، على وجه الخصوص، سيكونان أول الخاسرين بسبب عودة نتنياهو، مشيرة إلى “العداء الشخصي (من جانب نتنياهو) لرئيس السلطة محمود عباس ومعارضته لحل الدولتين”.
وأضافت أنه “مع نتنياهو الشعار سيكون، لا سلام، لا لحل الدولتين، مزيد من الاستيطان، والتركيز سيكون على إيران”. وتابعت أن “التحدي الأكبر لنتنياهو سيكون استعادة الهدوء في الضفة الغربية ومواجهة المقاومة الفلسطينية المتصاعدة وحماية المستوطنات والمستوطنين”.
وقال يوسف خطاب، وهو مخرج تلفزيوني وإعلامي في غزة، إنه “لن يجني الفلسطينيون شيئا من هذه الحكومة إلا الحرب والدمار والقتل وسفك الدماء وتدمير البيوت وتجريف الأراضي ومزيدا من المستوطنات على حساب الفلسطينيين”.
رويترز