على الرغم من بساطة حال الشاب الثلاثيني حمادة فاروق، فني صيانة، إلا أنه قرر مساعدة غير القادرين والمبادرة بتقديم يد العون لهم على قدر استطاعته؛ لذا قرر إعفائهم تمامًا من تكلفة صيانة الكهرباء والسباكة.
إعفاء غير القادرين من تكلفة الصيانة
«مش قادر أساعد بالفلوس بساعد بالشغل».. قالها «حمادة»، ابن الـ39 عامًا، يعمل فني صيانة بأحد المصانع في مدينة العاشر من رمضان، خلال حديثه لـ«»، موضحًا أنه على دراية بثقل الظروف الاقتصادية التي يعيشها العالم خلال هذه الفترة، وتداعيات ذلك على الفقراء والمحتاجين، وأنه أراد أن يساعدهم على قدر استطاعته؛ لذا راح يقدم لهم خدمة تصليح أعطال الكهرباء والسباكة مجانًا.
«لما بروح أي بيت بشوف حالته، ولو لقيت أصحابه حالهم على قدهم مش برضى آخد منهم فلوس مهما حاولوا»، وفقًا لـ«حمادة»، ابن قرية بني حرام بمركز دير مواس محافظة المنيا، ويعيش بمدينة العاشر من رمضان، مضيفًا أن هناك أسر كثيرة غير مقتدرة يحاول أربابها تقديم أجرة مالية له، لكنها يرفضها تمامًا، محاولًا ترديد بعض الجُمل الطيبة لنزع الحرج عنهم: «دايمًا بقولهم اعتبروني زي ابنكم أو أخوكم ومتكسوفونيش».
«حمادة»: ربنا بيعوضني ويبارك في رزقي
10 ساعات كاملة يقضيها الشاب الثلاثيني يوميًا داخل المصنع، يتكبد خلالها ثِقل مشاق عمله، ومن ثم يعود إلى أسرته المكونة من زوجة وطفل في الربيع التاسع من عمره، وعوضًا عن إراحة جسده والخلود إلى النوم، يذهب لتلبية احتياجات زبائنه من غير القادرين، يُصلح أعطال الكهرباء هنا ويجري صيانة في السباكة هناك، غير منتظرًا سوى تخفيف العبء عنهم وإعفائهم من استغلال بعض الصنايعية والفنيين: «الحمد لله بدأت الموضوع من شهر ونص، ومن وقتها وبحس أن ربنا يباركلي ويعوضني دايمًا، وأتمنى من ربنا أني أقدر أساعد اللي حواليا دايمًا ونخفف عن بعض».