| ماكينة لتدوير المخلفات الزراعية بالصعيد.. «توفر الفلوس وصديقة للبيئة»

في ضوء اتجاه العالم للحفاظ على البيئة ومواجهة التحديات المناخية، واستضافة مصر لمؤتمر قمة المناخ في دورته الـ27، لبحث التحديات المناخية وسبل مواجهتها، أطلقت وزارة الزراعة المصرية الفترة الماضية ماكينات لإعادة تدوير المخلفات الزراعية والاستفادة منها في إنتاج العلف الحيواني، ما كان له أثرًا جيدًا في الحفاظ على البيئة وتوفير الأموال للفلاحين.

إعادة تدوير المخلفات الزراعية

روى عاطف محمد، ابن قرية الجلاوية مركز ساقلتة محافظة سوهاج، ورئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لدعم الخدمات الاجتماعية والتنمية بالجلاوية، خلال حديثه لـ«»، أن وزارة الزراعة وفي ضوء فعاليات مشروع «تعزيز المرونة المناخية» سلمتهم ماكينة لإعادة تدوير المخلفات الزراعية والاستفادة منها في إنتاج الأعلاف الحيوانية، بما ينعكس بالإيجاب على البيئة والفلاحين.

«وفرت علينا فلوس كتير كنا بندفعها في شراء العلف الحيواني وساعدت على حماية البيئة من التلوث»، وفق حديث «عاطف»، صاحب الـ53 عامًا، موضحًا أن التخلص من المخلفات الزراعية ومن بينها أعواد الذرة الرفيعة والذرة الغليظة كان يمثل عبئًا على الفلاحين؛ إذ أن تركه في الأرض الزراعية يجعله يشغل حيزًا منها ويصبح وكرًا للثعابين والحشرات، كما أن حرقه سيؤدي إلى انبعاث كمية كثيفة من الأدخنة تضر بالبيئة وتزيد من حجم التحديات المناخية.

طريقة إنتاج العلف الحيواني من المخلفات الزراعية

تلاشت كل تلك المشاكل من أمام الفلاحين بقرية الجلاوية مركز ساقلتة بواسطة تلك الماكينة؛ إذ أنهم يستخدمونها في فرم تلك المخلفات الزراعية وإنتاج التبن، أو العلف الحيواني المعروف بالـ«سيلاج»، الذي يحتاج إلى طريقة خاصة لإنتاجه، وفق رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لدعم الخدمات الاجتماعية والتنمية بالجلاوية: «بمجرد ما نفرم المخلفات بيطلع التبن علطول، إنما لو حابين ننتج علف حيواني فبنعمل حفرة قدام الماكينة بحيث اللي يخرج منها ينزل على الحفرة علطول»، واستكمل أنهم بعد سقوط المخلفات في الحفرة يضيفون إليها كميات محددة من العسل الأسود والخميرة البيرة، ومن ثم تغطيتها جيدًا بغطاء بلاستيكي وتركها لمدة 45 يومًا.

«إنتاج طن العلف بيوفر على الفلاح حوالي 17 ألف جنيه»، بحسب «عاطف»، لافتًا إلى أن العلف الحيواني الذي يتم إنتاجة بواسطة فرم المخلفات الزراعية أكثر فائدة بشهادة متخصصين في وزارة الزراعة، وبشهادة الفلاحين أنفسهم: «طعمه مقبول جدا للحيوانات، ومدر قوي للبن»، وأنه إلى جانب الفائدة المالية التي تحققها فكرة إعادة تدوير المخلفات، هي أيضًا تحمي البيئة من التلوث وتقلل من الانبعاثات الضارة التي تنتج عن حرق هذه المخلفات.