بمجرد أن تدخل المنطقة الخضراء Green zone في محيط المركز الدولي للمؤتمرات، الذي يضم فعاليات مؤتمر قمة المناخ COP27 في منتجع شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر، تقع عيناك على أربعة تماثيل لحيوانات معرضة للانقراض، مصنوعة من خامات مُعاد تدويرها، صمّمها النحات المصري وليد الشربيني لتكون رسالته إلى العالم بأهمية إعادة تدوير المخلفات لما تشكّله من خطورة تهدد حياة البشر.
«الشربيني» يهتم بإعادة التدوير والحفاظ على التراث
النحات وليد الشربيني، يبلغ من العمر 50 عامًا، درس ترميم الآثار، ويهتم في الأساس باستخدام خامات متعددة والاهتمام بإعادة التدوير للحفاظ على التراث المصري، يقول لـ«»: «أنا مهتم بفكرة إعادة التدوير وتوظيف الوحدات المعمارية اللي بتطلع من البيوت والفيلات اللي بتتهد وبعيد توظيفها في الديكور، كمان الحديد اللي فيه زخارف بدل ما نسيحه بنعمل بيه إعادة تدوير».
ساهم «الشربيني» في مؤتمر المناخ COP27 بأربعة تماثيل استغرق صنعها حوالي أسبوعين، واستخدم فيها خامات معاد تدويرها تمثلت في حيوانات معرضة للانقراض أولها «الخرتيت» الذي بلغ طوله 4 أمتار وجرى تصميمه من الحديد والصاج المستعمل، وثانيها «آكل النمل» جرى صنعه من الكرتون المستعمل بطول 7 أمتار.
أما ثالث تصميمات «الشربيني»، فكان حيوان «الباندا» باستخدام زجاجات المياه البلاستيكية والمشروبات الغازية، وأيضًا عبوات زيوت الطعام والسيارات بطول 4 أمتار، وآخر هذه التصميمات كانت عبارة عن الشبكة التي يستخدمها الصيادون لصيد الأسماك، مصنوعة من الحديد والعبوات البلاستيك: «الشبكة دي صمّمت جوّاها سمك المرجان اللي بياكل الأسماك وعملته من العبوات البلاستيكية».
الشربيني: أشعر بالفخر بمشاركتي في المؤتمر
التماثيل الأربعة يشارك بها النحات المصري في المنطقة الخضراء على مرأى العالم أجمع، بجانب العديد من الأعمال الفنية الأخرى لبعض الفنانين التي جرى وضعها كشكل جمالي تتمحور جميعها حول الخامات المعاد تدويرها.
شعور بالفخر سيطر على «الشربيني» بعدما جرى عرض تصميماته أمام الزوار الذين جاءوا من ربوع العالم للمشاركة في مؤتمر قمة المناخ: «مبسوط طبعًا بالمشاركة وعندي شعور بالفخر لأنّ ده حدث عالمي وفيه تركيز من الصحافة المصرية والعالمية، وفيه قدر عالي من التنظيم والنظافة».
ومن المقرر بحسب «الشربيني»، أن تبقى التماثيل في المنطقة الخضراء طوال أيام فاعليات قمة المناخ، وبعد انتهاء المؤتمر سيتم الاحتفاظ بها وتوظيفها سواء في نفس المنطقة بشرم الشيخ أو منطقة أخرى.
ولم تكن هذه التماثيل هي الأولى من نوعها، فعلى مدار 15 عامًا، يعكف النحات المصري على عملية تدوير الخامات، وإعادة توظيف ما انتهى عمره الافتراضي منها، مشيرًا إلى أنّ كل قطعة تخرج من بين أنامله تكون بمثابة ابن من أبنائه والأقرب إلى قلبه: «كل قطعة بصممها بعملها بحب وبكون مبسوط بيها، بس أكتر حاجة حبيتها المراكب القديمة بتاعة الصيادين لما جبتها وعملت بيها كنب للشاليهات والبيوت اللي على البحر».