مع انطلاق أعمال الدورة الـ27 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن المناخ COP27 بشرم الشيخ، بمشاركة واسعة من جانب وفود أكثر من 190 دولة وممثلي المنظمات، تسعى دول العالم، على رأسها مصر، إلى تحقيق النتائج التي تتطلع إليها الشعوب، فيما يتعلق بمواجهة أزمة تغير المناخ وتفادي كوارثه المدمرة، نظرًا لامتداد تأثيره السلبي على عدة مستويات، منها البيئة البحرية والثروة السمكية.
الدكتور صالح عزب، أستاذ الاقتصاد البيئي ومستشار وزير البيئة الأسبق، أكد خلال حديثه لـ«»، أن ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية يؤدي إلى ذوبان الجليد في القطب الشمالي والجنوبي، الذي يتحول إلى مياه تصل للبحار والمحيطات مسببة مخاطر عديدة على البيئة المائية والثروة السمكية، إذ يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستويات المياه بما يهدد بغرق بعض المناطق الساحلية، أبرزها الإسكندرية وهولندا وكاليفورنيا وبنجلاديش، بجانب تقليل ملوحة المياه اللازمة لعيش الكائنات البحرية.
قلة كمية الأكسجين وملوحة المياه يؤدي لانقراض الأسماك
وتابع «صالح»، أن ذوبان الجليد و وصوله إلى مياه البحار والمحيطات يعمل على تقليل كمية الأكسجين المُذاب بالماء بجانب قلة ملوحة المياه؛ بما يؤدي إلى موت الكثير من الأسماك، ومن ثم انقراضها: «الأسماك الصغيرة والطحالب هتتأثر نتيجة انخفاض الملوحة والأكسجين اللازمين لاستمرارهم على قيد الحياة»، بما يؤدي إلى حدوث خلل في البيئة المائية.
هلاك الطحالب والنباتات البحرية
بجانب هذا، تتأثر البكتيريا الدقيقة الموجودة في البحار بارتفاع درجات الحرارة وتغير ملوحة المياه بما يؤدي إلى هلاكها، بحسب ما قاله الدكتور عزب، وبالتالي تموت النباتات والطحالب البحرية التي تعتمد عليها في عملية النمو، وتتغذى عليها الأسماك الصغيرة: «دورة الحياة كلها هتختل.. لأن الأسماك الكبيرة بعد هلاك الطحالب والأسماك الصغيرة ستنقرض هي الأخرى».
ضرورة استبدال وقود السفن الأحفوري بالوقود الأخضر
ويعتبر مخرجات الوقود الأحفوري المُنبعث من السفن من عوامل تلوث البحار والمحيطات المؤدية إلى الضرر بالثروة السمكية أيضًا: «الغازات المنبعثة من حرق الوقود الأحفوري كثاني اكسيد الكربون هي السبب الرئيسي لحدوث التغيرات المناخية»، لذا أكد أستاذ الاقتصاد البيئي حرص مصر على استبدال الوقود الأحفوري بالوقود الأخضر الذي لا يضر البيئة مثل الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية والوقود الحيوي المستخرج من نباتات الذرة والنباتات الزيتية: مصر بالفعل بدأت تأسيس مصانع الهيدروجين الأخضر في الإسكندرية وشرم الشيخ بالتعاون مع خبراء من الصين واليابان».