كان «محمد» يمشي داخل الجامعة فرأى لافتة باهتة اللون رديئة الشكل لا يستطيع أحد رؤية ما تحتويه من كلمات، موضوعة على مدخل استاد الجامعة، فقرر بناء على خبرته في الخط والرسم أن يعيد خطها من جديد، فاستأذن إدارة كليته فأذنت له بذلك وأعاد كتابتها كإهداء للجامعة.
محمد محمد سعيد، 22 سنة، زرع فيه والده والذي كان يعمل مدرسًا للخط العربي، بذرة الهوية العربية وعلمه منذ نعومة أظافره وقبل أن يلتحق بالمدرسة فن الخط العربي وقواعده، وحينما كبر كبرت معه هذه البذرة ليقرر الاستمرار في تنمية موهبته، فالتحق بعد الإعدادية بإحدى مدارس الخط العربي بجانب دراسته الثانوية.
لمسة وفاء من الطالب الأزهري لجامعته
يدرس «محمد»، حاليًا بالفرقة الرابعة في كلية الزراعة جامعة الأزهر، وفي بداية التحاقه فيها لم يكن أحد في كليته يعرف بموهبته في الكتابة والرسم، ليكتشفها وكيل الكلية، فشجعه على الاستمرار فيها وأعطاه دفعة قوية، وبلمسة وفاء منه لجامعته أصبح لا يرى شيئًا يخص الخط أو الرسم في الجامعة أو الكلية إلا قام بإعادة كتابته وتجديدة، وفق حديثه لـ«» قائلًا: «لما بشوف حاجة في استطاعتي إني أعملها مش بقدر أسيبها كده، ووكيل الكلية اكتشفني وأعطاني دفعة قوية وشجعني، ومن يومها بقيت أنا اللي بكتب اللوحات بتاعت الكلية، برد الجميل وعاوز أسيب بصمة».
رسم الطالب الخطاط، اللوجو الخاص بكليته على جدار كبير، وكتب عليه «مرحبًا بكم في كلية الزراعة جامعة الأزهر بخط كبير وطول يصل إلى عدة أمتار، وآخر حاجة عملتها لافتة استاد الجامعة، كبصمة مني قبل ما أسيبها».
رحلته نحو تعلم فن الخط العربي
قضى ابن محافظة المنوفية نحو 4 سنوات في مدرسة الخط العربي، وكانت السنة الأخيرة متوافقة مع التحاقه بالدراسة الجامعية، فأردف بعد سنوات المدرسة سنتين أخريين لتؤهلاه لسوق العمل، وفقا له: «في البداية أبويا هو اللي حببني في الكتابة وهو اللي اكتشف موهبتي وعلمني قواعدها، فأصبحت الكتابة بالخط العربي جزء من شخصيتي لازم أقوم بها بشكل يومي، وبشتغل حاليًا بشكل حر، فبتجيلي طلبات كتابة لوحات، أو رسم جداريات بنفذها».
يهدف الشاب العشريني، إلى إيصال فكرة حب الخط العربي إلى الناس، وتعريفهم به؛ بسبب أنه جزء من الهوية العربية، التي تغافل عنها الكثير: «نفسي أخلي الناس تحب الخط العربي، وأعرفهم أنه ده حاجة تراثية تخص هويتنا لازم نحافظ عليها».