الحلبة هي أحد النباتات العشبية التابعة لمجموعة البقوليات، وتباع عادة على شكل بذور ناضجة مجففة ذهبية إلى صفراء اللون، وبرغم فوائدها الصحية العديدة لاحتوائها على الكثير من العناصر الغذائية التي تساهم في الحفاظ على صحة الجسم وتجعلها خيار غذائي جيد، إلا أن هناك بعض أضرار الحلبة، التي نستعرضها في التقرير التالي.
في هذا الشأن، أوضحت الدكتورة نهلة عبد الوهاب، استشاري البكتيريا والمناعة والتغذية بمستشفى جامعة القاهرة، لـ«»، أن الحلبة يوجد منها نوعان، النوع الأول الأقل تداولًا يطلق عليه حلبة الخيل، والتي تتميز باللون الأحمر، وهي غنية بالفيتامينات والمعادن الهامة لصحة الجسم، أما النوع الثاني الأكثر انتشارًا هي الحلبة الصفراء المتعارف عليها، والتي تحتوي على الكثير من الألياف والأملاح المعدنية المُغذية.
وأضافت أن بذور الحلبة تساعد على معالجة الإمساك نظرًا لغناها بالصمغ والألياف اللذان يعملان كملين للأمعاء، وتساهم كذلك في علاج مشكلات الجهاز الهضمي كحرقة المعدة، وعلاج التهابات الأمعاء، من خلال تكوين طبقة تحمي بطانة الأمعاء، وبجانب ذلك يمكن استخدامها للسيدات الحوامل لأنها تقلل من ألم المخاض بشكل كبير، كما تجعل عملية ولادة الطفل أسهل من خلال تحفيز تقلصات عضلات الرحم.
وتحتوي الحلبة على العديد من الفيتامينات والمواد الغذائية التي تجعلها فعالة في زيادة وزن الأشخاص الذين يعانون من النحافة، إذ تساعد على التخلص من مشاكل التغذية مثل فقدان الشهية، وتحسن من الشهية والقدرة على تناول الطعام، وكذلك لها دور في علاج مرض فقدان الشهية العصبي، بما يساعد الشخص على الأكل بطريقة طبيعية، وزيادة وزنه.
أضرار الحلبة على الكلى
برغم الفوائد العديدة للحلبة، أكدت الدكتورة عبد الوهاب، أن الإفراط في تناول أي نبات طبيعي كالحلبة قد يؤدي إلى عدة مشاكل وأضرار: «مينفعش نتناول أكثر من معلقة شاي واحدة يوميًا من الحلبة»، ومن تلك الأضرار تأثيرها السلبي على الكلى، لأنها تحتوي على الأملاح المعدنية التي قد ترهق الكلي عند استخدامها بكثرة.
ويُمنع تناول الحلبة لأصحاب أمراض الغدة الدرقية نظرًا لتأثيرها السلبي على وظائف الغدة، كما يحظر استخدامها مع مرضى الأنيميا لأنها تحتوى على بعض العناصر التي تتنافس مع امتصاص الحديد، وفقًا لاستشاري التغذية والمناعة، وحذرت كذلك المرضى الذين يعانون من تخثر الدم ويتناولون أدوية منع التجلطات من تناولها إلا بعد استشارة الطبيب حتى لا تؤثر بالسلب عليهم.
أضرار الحلبة على مرضى السكر
أكدت عبد الوهاب خلال حديثها، ضرورة تجنب مرضى السكري لتناول الحلبة إلا بعد استشارة الطبيب؛ نظرًا لاحتوائها على عناصر تُشبه الأنسولين، بما يؤدي إلى هبوط مستوى السكر عند تناولها مع العلاج، ولذلك يُنصح مرضى السكري بمراقبة مستويات السكر في الدم بعناية عند استخدام الحلبة.
وقد تحدث بعض الأعراض الجانبية عند تناول جرعات كبيرة من الحلبة بحسب ما بينته بعض الدراسات، وتشمل هذه الأعراض، سوء في الهضم، الإسهال، وحساسية تسبب احتقان الأنف والسعال وتورم في الوجه، ورائحة غير محببة للعرق والبول، ولذلك يحذر تناولها لبعض الحالات، خاصة لمن يعانون من انخفاض ضغط الدم، كما يحظر تناولها لمن يعانون من الحساسية تجاه بعض النباتات، لأن الأشخاص الذين يعانون من حساسية بعض النباتات بما في ذلك فول الصويا، والبازلاء الخضراء غالبًا ما يعانون من حساسية الحلبة أيضًا.
ويمنع تناولها كذلك للذين سيجرون العمليات الجراحية، لأن الحلبة قد تؤثر في مستويات السكر في الدم، كما يُمكن أن تتداخل مع القدرة على السيطرة على مستوياته أثناء الجراحة وبعدها، ولذلك يجب التوقُف عن استخدام الحلبة قبل أسبوعين على الأقل من موعد الجراحة المحدد.