وفي هذا السياق، قال مستشار المركز العربي للدراسات بالقاهرة الدكتور أبوبكر الديب ل: إن مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» التي أطلقها ولي العهد تأتي في إطار التوجه الجديد للمملكة بالاستعداد الكامل للطاقة الجديدة التي تعرف بـ«الطاقة الخضراء» وتخفيف غازات الاحتباس الحراري ما يؤكد عزمها المساهمة عالمياً بفعالية في الحفاظ على البيئة وتنميتها ورعايتها، بحيث يمكن الوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2050 بخارطة طريق واقعية يمكن تنفيذها، فضلاً على قيامها بزراعة 50 مليار شجرة بالشرق الأوسط، وهي أكبر مبادرة للتشجير عالمياً، فالأشجار تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يقلل من غازات الاحتباس الحراري بالغلاف الجوي.
وأضاف: إن مبادرة الأمير محمد بن سلمان بزيادة نسبة المسطحات الخضراء والتشجير عموماً، تهدف أيضاً إلى مواجهة تلوث الهواء الذي تعاني منه منطقة الشرق الأوسط بالكامل ومواجهة ظاهرة التصحر؛ وهي مشكلة بيئية عالمية، لافتاً إلى أن التغيرات المناخية لها تأثير كبير على المنطقة بالكامل، ولعل ما حدث في الخليج خلال السنوات الأخيرة من أعاصير وسقوط أمطار وموجات حارة تضرب المنطقة أثناء الصيف، مؤشر على عمق التأثر بالتغيرات المناخية.
وأكد الديب أن أمن الطاقة ومعالجة مشكلة التغيير المناخي يسيران جنباً إلى جنب في المملكة، خصوصاً أنها بلد يوفر 10% من الإنتاج العالمي للنفط، وتستحوذ على 70% من الطاقة الإنتاجية الاحتياطية عالمياً، كما أنها تستهدف الوصول بحصة الطاقة المتجددة والغاز لتشكل 50% من احتياجاتها من الطاقة محلياً عام 2030، وفي المجمل تسعى الرياض إلى تشكيل أول تحالف لمكافحة التغير المناخي في الشرق الأوسط.
واعتبر أن مشروعات الطاقة المتجددة تمثل التزاماً تحرص عليه الرياض، فهي من أطلقت مبادرتين؛ «مبادرة السعودية الخضراء» ورصدت لها 700 مليار ريال، و«شرق أوسط أخضر» اللتين سترسمان توجه المملكة في حماية الأرض والطبيعة، ووضعها في خارطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة، كما تسعى المبادرتان إلى إبراز ما تم تحقيقه بخفض الانبعاثات الكربونية، وتحسين جودة الحياة وحماية الأجيال القادمة، من خلال زيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة وتحييد الآثار الناتجة عن النفط لحماية البيئة.
وثمَّن الديب جهود المملكة في استضافة 3 قمم لمواجهة التغير المناخي ودعم المبادرات الخضراء، وهي: «منتدى السعودية الخضراء»، تليها «قمة الشباب الأخضر»، ثم «قمة الشرق الأوسط الأخضر».
واختتم حديثه بالتأكيد على أن المملكة تعد رمانة الميزان في النظام الدولي، ومبادراتها الخضراء لها دور كبير في مواجهة تحديات المناخ، وإنقاذ كوكب الأرض من التلوث وانبعاثات الكربون، فالعام الحالي يشكل نقطة انطلاق جديدة للسعودية ومصر نحو مكافحة التغير المناخي، وتعزيز استدامة الكوكب عبر مبادرات محلية وإقليمية.