أعلن مارك زوكربيرج رئيس مجموعة (ميتا) Meta المالكة لشركة فيسبوك أمس عن تسريح أكثر من 11 ألف موظف، وقد شارك رسالة مع الموظفين أشارت إلى أن أولئك الذين يعملون في مجال الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي قد يكونون بمنأى عن وطأة التسريح.
قال زوكربيج في رسالته: “لقد قمنا بتحويل المزيد من مواردنا إلى عدد من مجالات النمو ذات الأولوية العالية، مثل: محرك اكتشاف المحتوى القائم على الذكاء الاصطناعي، وقطاع الإعلانات، ومنصات قطاع الأعمال، وكذلك ورؤيتنا طويلة المدى للميتافيرس”.
ومع ذلك؛ فقد نشرد اليوم (توماس أهلي) Thomas Ahle عالم أبحاث في ميتا فصل من عمله تغريدة عبر تويتر قائلًا: “إنه فصل هو والمؤسسة البحثية بأكملها التي تُسمى (Probability)، والتي ركزت على تطبيق تقنيات التعلم الآلي عبر البنية التحتية”.
كما أضاف توماس: “كان فريق (Probability) يضم 50 عضوًا؛ ينقسمون إلى 19 شخصًا يقومون بعمل نماذج Bayesian للاحتمالات، و 9 أشخاص يقومون بالتصنيف والتوصيات، و 5 أشخاص يقومون بعمل نماذج مراقبة كفاءة التعلم الآلي لتحسينها، و 17 شخصًا يقومون بتصميم نماذج التحويل البرمجي للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى المديرين وغيرهم”.
19 people doing Bayesian Modeling, 9 people doing Ranking and Recommendations, 5 people doing ML Efficiency, 17 people doing AI for Chip Design and Compilers. Plus managers and such.
— Thomas Ahle (@thomasahle) November 10, 2022
رد عضو آخر في الفريق وهي ( إميلي ماكميلين) كبيرة مهندسي البرمجيات في الفريق من خلال تغريدة أيضًا: “لقد استغرق الأمر حوالي 7 سنوات في ميتا للعثور على فريق مذهل مثل فريق (Probability)، ومن المحزن أن تنتهي الرحلة هنا”.
It took me almost 7 years at Meta to find a team as amazing as Probability.
Sad this train ride is coming to an end, but I am super lucky to be with the Probability folks for this final ride.
— emily mcmilin (@micmylin) November 10, 2022
لقد أشار زوكربيرج في رسالته إلى الموظفين التي جاءت بعد أسابيع قليلة فقط من انخفاض أسهم ميتا – بعد إعلان أرباح الربع الثالث – إلى أنه في منتصف مراجعة شاملة للإنفاق على البنية التحتية.
كتب: “بينما نبني البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، فإننا نركز على أن نصبح أكثر كفاءة، وستستمر بنيتنا التحتية في كونها ميزة مهمة في ميتا، وأعتقد أنه يمكننا تحقيق ذلك مع إنفاق أقل”.
ووفقًا لصفحة فريق (Probability) عبر الويب، فإن مهمة الفريق تكمن في تسهيل اعتماد المهندسين لتقنيات التعلم الآلي من خلال الدمج العميق للتعلم الآلي في لغات برمجة فيسبوك وأدوات المطورين والبنية التحتية.
الجدير بالذكر أن زوكربيرج اعتبر تسريح الموظفين “أصعب التغييرات في تاريخ الشركة” وقد أرجع سبب ذلك إلى تداعيات جائحة كورونا، والانكماش الاقتصادي.
وقد أعلن في رسالته أمس عن تعويضات للموظفين المقالين، حيث سيحصلون على تعويض مالي قيمته 4 أشهر من رواتبهم، إضافة إلى راتب شهرين عن كل عام عمل في الشركة، دون وجود حد أقصى للتعويضات.
وأضاف أن الموظفين المقالين سيحصلون على بدلات مالية عن أيام إجازاتهم التي لم يحصلوا عليها، إلى جانب حصولهم على حصتهم السنوية من أسهم الشركة كحوافز سنوية، والتي يمكنهم الحصول عليها في نوفمبر من كل عام، مع توفير ثلاثة أشهر من الدعم الوظيفي مع شريك من شركاء الشركة، كما يشمل ذلك إعطاء الموظفين المقالين من “ميتا” ميزة الوصول المبكر إلى فرص الوظائف الشاغرة.
يُذكر أن مجموعة ميتا التي تملك كل من: فيسبوك، وإنستاجرم، وواتساب قد أبلغت عن وصول إجمالي عدد موظفيها إلى 87 ألف موظف في سبتمبر الماضي.
ومنذ مطلع العام الجاري، تعيش المجموعة حالة تخبط غير مسبوقة، حيث فقدت الشركة أكثر من 70% من قيمتها منذ أن أعلن زوكربيرج تغيير اسم شركته إلى ميتا مع التركيز على بناء الميتافيرس. وفي بداية هذا الشهر تراجعت أسهم ميتا بنسبة 24% بعد تقديم تقرير أرباحها الفصلي، لتصل إلى أدنى مستوى لها في ما يقرب من أربع سنوات بعد تقرير أرباح وصفه أحد المحللين في وول ستريت أنه كارثي.
كما أعلنت سابقًا عن خسارة نصف مليون مستخدم عبر فيسبوك، وتطور الأمر إلى التراجع المستمر في ميزانيات المعلنين، بالإضافة إلى تأثير سياسات آبل الجديدة بشأن حماية خصوصية بيانات مستخدميها التي أثرت في قطاع الإعلانات عبر الهواتف بشكل غير مسبوق، وهو ما كبّد فيسبوك خسائر تتخطى 10 مليارات دولار.
وبالرغم من كل ذلك يصر مارك زوكربيرج على زيادة الاستثمار في مشروع الميتافيرس وإنفاق المليارات عليه في يحين يعارضه المستثمرين في ذلك.