أكد كاتب إسرائيلي أن عصر الجنرالات انتهى، وأن المعادلة التي كان سابقا فيها الجنرال يساوي نجاحا سياسيا انقضت من العالم، لافتا إلى أن لتغيير أنماط التصويت لدى الجمهور الإسرائيلي آثار ثقيلة الوزن.
وأوضح إيتمار فلايشمان، الكاتب في صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، أن “حكومة جديدة سترسخ في إسرائيل خلال الفترة القادمة، ظاهرا، لا جديد تحت الشمس. أما عمليا، فالحكومة الوافدة ستعرض تجديدا لم يسبق لنا أن رأيناه منذ زمن بعيد، حين لا يكون في موقف ترسيم الحكومة رئيس أركان سابق”.
ورأى أن “حكومة إسرائيلية بدون فريق احتياط، مثل كسوف الشمس، وهذا مشهد نادر في سماء السياسة الإسرائيلية، وقع فقط مرة واحدة في العقود الأربعة الأخيرة؛ مع ترسيم حكومة أرئيل شارون الأولى، التي ضم إليها بعد وقت غير طويل رئيس الأركان المنصرف في حينه شاؤول موفاز”.
ولفت الكاتب، إلى أن “نظرة إلى نتائج انتخابات الكنيست الأخيرة (فوز معسكري اليمين بزعامة بنيامين نتنياهو) تفيد بأن غياب قائد الجيش السابق (بيني غانتس) عن طاولة الحكومة، لعله يروي قصة أوسع عن هبوط نجم كبار رجالات جهاز الأمن، أو على الأقل كسياسيين، في نظر الناخب الإسرائيلي”.
وقال: “النجوم والسيوف، الإلقاء وقصص الإرث القتالي، هي مادة شعبية باهظة الثمن في تاريخ إسرائيل منذ قيامها، كبار رجال الأمن شكلوا مغناطيس أصوات دائم للأحزاب التي نجحت في تجنيد خريجي الجيش، ولكن بعد عد الأصوات، يتبين أن شيئا ما تغير”.
ولفت إلى أن “الأحزاب الثلاثة الكبرى، وهي “الليكود” بزعامة نتنياهو، 32 مقعدا، “يوجد مستقبل” برئاسة يائير لابيد 24 مقعدا وحزب “الصهيونية الدينية” بزعامة بتسلئيل سموتريتش، حصل على 14 مقعدا.. وضعت على رأسها مدنيين ليس لهم سيرة حياة عسكرية ذات مغزى أو خدمة عسكرية على الإطلاق”.
وأشار فلايشمان، إلى أن “تغيير التوجه لدى الجمهور حصل، رغم أن حزب “المعسكر الرسمي” تباهى بضم كل من زعيميه وزير الأمن الجنرال بيني غانتس، ورئيس الأركان الأسبق الجنرال غادي آيزنكوت، إضافة إلى العقيد احتياط متان كهانا، الذي أضاف نكهة أمنية لحملة الحزب التي ركزت غير قليل على الماضي القتالي لقادة الحزب، لكنه تحطم في النهاية على صناديق الاقتراع وعلى جمهور الناخبين الذي رفض التأثر”.
ونبه إلى أن “الحملات التي نجحت قليلا، وضع فيها الجنرالات جانبا اللواء احتياط يوآف غالنت رئيس “الشاباك” الأسبق، وآفي ديختر والعميد ميري ريغف نالا كشفا اعتياديا في حملة انتخابات “الليكود”، وفي حزب “يوجد مستقبل” طرح لابيد وحده تقريبا في مقدمة المنصة، وأصحاب الرتب ضمن صفوف الحزب وفروا الحرج وتسببوا بغير قليل من الضرر”.
وبين الكاتب، أن ما قدمه قادة الجيش وأجهزة الأمن في ميدان المعركة، “ليس ضمانة على النجاح أو الجاذبية في عالم السياسة”، مرجحا أن “الهبوط في الاستطلاعات والبحوث حول ثقة الجمهور بأجهزة الأمن، قد تسلل أيضا إلى المجال السياسي”.
وقال: “المعادلة التي يساوي فيها جنرال سابق نجاحا سياسيا انقضت من العالم، وللتغيير في أنماط تصويت الإسرائيليين توجد آثار ثقيلة الوزن”، منوها إلى أن “الجمهور الإسرائيلي يرفض أداء التحية والإعلان “نعم سيدي القائد”، لأن “المواطن” في الديمقراطية، هو الرتبة الأعلى والناخب هو القائد”.