فيروس تنفسي شائع جدًا يعرف بـ الفيروس المخلوي التنفسي RSV، يعد السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب الشعب الهوائية الصغيرة في الرئتين «التهاب القصيبات»، والالتهاب الرئوي عند الأطفال، بالإضافة إلى أنّه من أكثر أسباب نزلات البرد شيوعًا.
الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، قال إنّ الفيروس المخلوي التنفسي يعد ثاني سبب رئيسي للوفاة خلال السنة الأولى من حياة الطفل بعد الملاريا، إذ بلغ عدد الأطفال الذين يموتون بسبب الفيروس كل عام ما بين 100 ألف و200 ألف طفل، وهو أكثر انتشارا في الشتاء وأوائل أشهر الربيع.
طرق العدوى بالفيروس المخلوي التنفسي
وأشار «بدران» في تصريحات لـ«»، إنّ الفيروس معدي جدًا، ويمكن أن ينتشر عن الطرق الآتية:
– الرذاذ المتطاير في الهواء عندما يسعل أو يعطس الشخص المصاب.
– العين والأنف والفم، بوابات للفيروس المخلوي التنفسي.
– ملامسة سطح ملوث، مثل مقابض الأبواب، حيث يمكن أن يعيش لساعات.
– القبلات والسلام، إذ يمكن أن ينتشر أيضًا من خلال الاتصال المباشر مثل تقبيل وجه طفل مصاب.
كم يبقى الفيروس حيًا على الأسطح؟
يمكن للفيروس المخلوي التنفسي، بحسب عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن يبقى على قيد الحياة لعدة ساعات على الأسطح الصلبة مثل المناضد ومقابض الأبواب، ويعيش الفيروس عادة على الأسطح الناعمة مثل الأقمشة واليدين لفترات زمنية أقصر.
وأضاف، أنّه عادة ما يكون المصاب معدي لمدة من ثلاثة أيام إلى ثمانية أيام، قد يصبح معدي لمدة يوم أو يومين قبل ظهور علامات المرض، إلا أنّ الأمر الأكثر خطورة أنّ الذين يعانون من قلة المناعة يتحولون إلى مصادر متحركة للعدوى، تستمر في نشر الفيروس حتى بعد توقف ظهور الأعراض، لمدة تصل إلى أربعة أسابيع.
ويتعرض الأطفال للإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي خارج المنزل مثل المدرسة أو مراكز رعاية الأطفال، وبعد ذلك ينتقل الفيروس إلى المنزل لعدوى أفراد الأسرة الآخرين.
عوامل الخطر
ويقول «بدران» إنّ مراجعة 20 دراسة عن الفيروس المخلوي التنفسي كشفت عوامل الخطر التي تزيد من احتمالات عدوى الجهاز التنفسي في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، وتبين أنّ هناك ثمانية عوامل خطر مرتبطة بالعدوى وهي:
– الولادة المبكرة.
– انخفاض الوزن عند الولادة.
– جنس الذكور.
– إنجاب الأشقاء.
– تدخين الأم.
– وجود تاريخ أسري بالحساسية.
– عدم الحصول على الرضاعة الطبيعية.
– الازدحام.
أعراض الفيروس التنفسي
تظهر علامات وأعراض الإصابة بعدوى الفيروس المخلوي التنفسي بعد مرور 4 – 6 أيام من التعرض للفيروس، وتشمل أعراض الفيروس المخلوي التنفسي أعراض شبيهة بنزلات البرد الطفيفة، مثل:
– سيلان الأنف.
– احتقان الأنف.
– السعال.
– احتقان الحلق.
– ارتفاع بسيط في درجة الحرارة.
– الصداع.
وتظهر هذه الأعراض بالتدرج على مراحل وليس دفعة واحدة، وفي الأطفال الصغار جدًا المصابين قد تكون الأعراض هي:
– صعوبة التنفس.
– التهيج.
– نقص النشاط.
وتستمر أعراض عدوى الفيروس المخلوي التنفسي لمدة 1 – 2 أسابيع، فيما تتمثل أعراض الحالات الخطيرة في الآتي:
– ارتفاع شديد في الحرارة.
– زُرقة الجلد بسبب نقص الأكسجين.
– صفير في الصدر.
– السعال.
– زيادة البلغم ذو اللون الأخضر أو الأصفر.
– صعوبة التنفس.
– ظهور علامات الجفاف في صورة: «قلة الدموع عند البكاء، جفاف الفم ونظرة اللعاب، قلة البول، برودة الجلد، جفاف الجلد».
متى تلجأ الأسرة للطبيب؟
وتلجأ الأسرة للطبيب عند ظهور الأعراض الآتية:
– ارتفاع شديد في درجة الحرارة.
– صعوبة في الرضاعة.
– صعوبة في التنفس.
– سعال شديد ممخط.
– تغير مزاج الطفل وتعصبه.
– علامات الجفاف.
المضاعفات المحتملة للفيروس المخلوي
في الأطفال المعرضين لخطر كبير، يمكن أن يؤدى إلى:
– الالتهاب الرئوي، وقد يصبح مهددًا للحياة.
– قد يرتبط الفيروس بالربو لاحقًا في مرحلة الطفولة.
خطوات علاج الطفل المصاب
يعتمد العلاج على أعراض الطفل وعمره وصحته العامة ومدى خطورة الحالة ويراعى عدم استخدام المضادات الحيوية لعلاج الفيروس المخلوي التنفسي، ويتمثل بروتوكول العلاج في الآتي:
– تناول المزيد من السوائل: إذ يجب شرب كمية كافية من السوائل لمنع الجفاف الذي قد يكون هالكًا.
– خط وريدي لإعطاء السوائل.
– الأكسجين.
– شفط المخاط، من خلال إدخال أنبوب رفيع في الرئتين لإزالة المخاط.
– استخدام أدوية موسعات الشعب الهوائية.
– استخدام أجهزة الاستنشاق.
– أنبوب التغذية من خلال أنف الطفل إلى أسفل المعدة.
– التهوية الميكانيكية، وقد يحتاج الطفل المصاب بمرض شديد إلى وضع جهاز التنفس الصناعي للمساعدة في التنفس.
– مضادات الفيروسات، وقد يحتاج بعض الأطفال المصابين بعدوى شديدة إلى العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات.
الوقاية من الفيروس المخلوي
لا يوجد لقاح للفيروس المخلوي التنفسي، ولكن تتمثل الوقاية في الآتي:
– غسل اليدين بشكل متكرر.
– النظافة الشخصية ضمان النجاة من العدوى، ويمكن أن تقلل عادات النظافة الجيدة من فرصة إصابة الأطفال بالفيروس ونقله في المجتمع.
– التباعد الجسدي عن أي مصاب بعدوى تنفسية، والابتعاد عن للقبلات والسلامات وعدم مخالطة المصابين بالحُمّى أو الزكام.
– يجب تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس.
– الرضاعة الطبيعية تقلل خطر الإصابة بالفيروس.
– نظافة الأسطح التي يتعدد لمسها، والبيئة المحيطة والمقتنيات.
– عدم مشاركة الأدوات الخاصة مثل أكواب الشرب.
– منع التدخين والبعد عن التدخين السلبي، فأدخنة التبغ تزيد من فرص العدوى والمضاعفات، علمًا بأنّ الأطفال الذين يتعرضون لدخان التبغ أكثر عرضة للإصابة وحدوث المضاعفات.
– غسل الألعاب وتطهيرها بانتظام.