كشفت محاضر مسربة، من لجنة التحقيق بوفاة الرئيس الفلسطيني الراحل الزعيم ياسر عرفات، عن تفاصيل لعملية الدفن بعد وصول جثمانه من فرنسا، وما رافقها من فوضى، واضطرار السلطة لإعادة نبش القبر مرة أخرى لدفنه وفق الطريقة الإسلامية.
وتناول المحضر الذي سربه حساب “أيقونة الثورة”، عبر تطبيق تليغرام، جانبا من شهادة قاضي القضاة السابق تيسير التميمي.
شهادات لقاضي قضاة فلسطين السابق تيسير التميمي، وأحد المرافقين الشخصيين لعرفات ويدعى نضال عبده سوالمة، أكدت أنه جرت إعادة نبش قبر عرفات بعد ساعات من دفنه أول مرة، بسبب حالة الفوضى التي رافقت وصول الجثمان إلى مقر المقاطعة بواسطة مروحية مصرية.
وقال التميمي: “الطائرة وصلت بعد العصر، وكان العدد تعدى الـ100 ألف، ولم تستطع الهبوط في البداية، وأصيب الطيب عبد الرحيم بالإغماء، من شدة الزحام، وطلبت سيارة لحمل التابوت عليها، واتجهنا للقاعة من أجل إلقاء النظرة الأخيرة عليه، لكن لم نتمكن من الوصول إليها، بسبب الأزمة”.
وأضاف: “عدنا بالتابوت إلى القبر، ووصلنا بصعوبة شديد، وأردت أن أفتح التابوت، والناس بدأت بالتساقط علينا، وهناك شائعات كانت تقول إن كتائب شهداء الأقصى، تريد اختطاف الجثة ودفنها بالقدس، وعلى الفور، قمت بإغلاق القبر على التابوت، ووضعنا البلاطة والإسمنت ثم التراب”.
وأشار إلى أن الحضور اعترضوا وقالوا: “يا شيخ كيف تدفنه بالتابوت، وقلت لهم هذه مسؤوليتي” وتابع: “لو أخرجنا الجثة من التابوت، كانت إما ستتمزق أو تختطف”.
وقال: “الطيب عبد الرحمن سألني، هل دفنت الجثة، فأبلغته بما جرى، وبناء عليه أريد مجموعة من حرس الرئيس لكي تعاد عملية الدفن الساعة الثانية فجرا، وبالفعل جئنا وقمنا بنبش القبر، وكان الأسمنت جافا، واستعملنا الفأس لنبشه وأخرجنا التابوت وكشفت عن وجهه وصلينا عليه مرة أخرى مع الحرس”.
وأضاف التميمي: “كان وجه الرئيس عاد إلى وضعه الطبيعي، من ناحية التضخم، وسبق أن ظهر عليه احتقان أزرق على أحمر، لكن هذا اختفى، وتحول اللون إلى أبيض مع صفرة وابتسامه خفيفة، ووجه كأنه ضوء نيون”.
وتابع: “الشباب جابوا تراب من الأقصى، ووضعت التراب تحته طبقة 5 سم، وبعد أن صلينا عليه، وضعناه على شقه الأيمن بحسب الشريعة الإسلامية، ونثرنا عليه تراب الأقصى ودفناه”.
وبشأن إجراءات تجهيز الجثة في فرنسا، نفى وفقا لسؤال المحققين أن يكون الفرنسيون حنطوا الجثة، وقال: “نحن من غسلناه ونحن من كفناه، ووضعناه بالتابوت، ووضعنا التابوت بالثلاجة”.