الأردن و نتنياهو: وساطات مصرية -إماراتية بالجُملة لإصلاح علاقة معطوبة واتصالات وراء الستائر

وصف مسؤول سياسي وأردني بارز إعلان النوايا الجديد بين بلاده وإسرائيل بخصوص نهر الأردن بأنه ليس أكثر من محاولة لتفعيل نوع من التلامس لا تعني الكثير ولن ينتج عنها جديد ومن الصعب أن تؤدي في ظل عودة بنيامين نتنياهو وإعتلاءه عرش الكيان الاسرائيلي إلى حالة اتفاق بعد المخاوف والانفصال.

 وتحدّث السياسي نفسه لـ”رأي اليوم” مفضلا عدم الاشارة لهويته عن عدّة أطراف تجتهد خلف الستارة والكواليس الآن لتفعيل حالة يمكن للأردن الرسمي فيها أن ينام على فراش واحد مجددا مع نتنياهو واليمين الاسرائيلي المتشدد مشيرا الى قناعة راسخة بان العودة الى التعاون بمعنى الفراش الواحد شبه مستحيلة اليوم بالرغم من المبادرات والحراكات التي تهتم بها عدة اطراف من بينها مصر وانشطها الامارات واقلها نشاطا الادارة الديمقراطية في البيت الأبيض.

 وكان وزير المياه الأردني محمد النجار قد وقّع صباح الخميس وللمرة الثالثة على التوالي ما سُمّي بإعلان نوايا جديد على هامش اجتماعات قمة المناخ في شرم الشيخ.

 ويضمن إعلان النوايا الجديد بروتوكولا مفترضا بعنوان تطوير العمل البيئي حول نهر الأردن الذي يعاني من التلوث.

ولم يصدر عن الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية اي تعليق له علاقة بخلفية البروتوكول الجديد خصوصا وان الحفاظ على بيئة نهر الاردن لم يكن من بين الأولويات.

 وأعقبت خطوة إعلان النوايا الجديد ما ذكرت مصادر أمريكية أنه اتصال هاتفي نادر ووحيد بين ملك الأردن وبنيامين نتنياهو في الوقت الذي تعمل فيه خلية امريكية دبلوماسية على بقاء أي صدام بين عمان ونتنياهو بالحد الأدنى في هذه المرحلة المعقدة.
 

ويحصل ذلك فيما أبلغ الأردن الولايات المتحدة  والجيش الإسرائيلي بأنه سيعتبر وجود عضو الكنيست إيتمار بن غفير في تشكيلة حكومة نتنياهو خطوة في غاية العداء والخصومة تجاه الأردن ويبدو أن إعلان النوايا الجديد تدعمه خلف الستارة كل من القاهرة وابو ظبي وتلعبان الآن بموجب اتصالات تنسيقية دور الراعي عن بعد لاتصالات وساطة لتخفيف الازمة السياسية والعزلة بين الأردن ومجموعة نتنياهو.

 وكان نتنياهو قد اتّهم الأردن مُنذ عدّة أسابيع بالتدخّل ضدّه والتحريض عليه بانتخابات الكنيست.

 لكن على نحو مفاجئ أصبحت محاولة بناء جسور ثقة ما أو الحد الأدنى من الثقة بين الأردن ونتنياهو هدفا تنشغل به عدّة أطراف خلف الستارة خصوصا في مصر والإمارات مما يعبر عن نقطة تحوّل استراتيجية في مكانة الأردن المألوفة في التأثير بعمق المعادلة الإسرائيلية خلافا لما كان يحصل في الماضي.

 ولم يكشف النقاب عن مضامين حديث جمع الملك عبد الله الثاني بالرئيسي الاسرائيلي كما لم يذكر رسميا أي تعليق على مضمون اتصال ملكي مع نتنياهو اجتهدت من اجله قنوات الوساطة المصرية والاماراتية فيما يزداد الانطباع في الأردن بأن اعلان النوايا الجديد ليس أكثر من محاولة لترطيب الأجواء وإخفاء أزمة صامتة حادّة مع نتنياهو يُراقبها الأردن بقسوة.

 وأيضا ليس أكثر من عملية إلهاء تستهدف اقتناع جميع الاطراف بان البحث عن أرضية مشتركة بين نتنياهو والاردن ممكن لكن عمان تترقب وتربط أي خطوة منها برؤية أسماء لائحة الوزراء الذين سيختار نتنياهو التحالف معهم فيما يزعم وسطاء اليمين الاسرائيلي  في رسائل عن بعد للأردن ايضا بان السيطرة على بن غفير ممكنة وقد تكون أفضل من إبعاده الان تجاوبا مع طلب عربي وأردني لأن إبعاده قد يعني تقديم خدمة لجناحه المتطرّف وعودته مستقبلا رئيسا للوزراء.

لكن تلك حجة واهية ورواية لا تشتريها السلطات الاردنية التي ترهن اي خطوة تطبيعية مع حكومة نتنياهو بعقدة طاقمه الوزاري وبسيناريو توزير بن غفير حصرا الذي يطالب علنا بطرد حُرّاس وطاقم وزارة الأوقاف الأردنية من المسجد الأقصى.

الاتصالات متفاعلة ونشطة وحصل اختراق بدون ضمانات على جبهة الأردن ونتنياهو لكن أوساط النخب الأردنية تعتقد بأن الحديث عن تفاهمات مع حكومة نتنياهو والعودة إلى فراش السّلام والعلاقة مع الإسرائيليين فيه جُرعة مُبالغات غير منطقية.