جدول المحتويات
طريقة الصلاة على النبي عليه الصّلاة والسّلام، لمعرفتها لا بدّ من معرفة أنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وقبله أُرسل لكلّ أمّة من الأمم نبيّاً أورسولاً، فكان من حكمة الله سبحانه أنّه لم يترك أمّة من الأمم إلا وأرسل لها نذيراً وبشيراً ، فكان عدد الأنبياء كبيراً جدّاً بعضهم ورد اسمه في القرآن الكريم، والبعض الآخر لم يرد اسمه أبداً، ورغم ذلك وجب على المسلمين الإيمان بهم، وتعظّيمهم والصلاة والسلام على الأنبياء عامّة وعلى الرّسول الأعظم خاصّة، لما في ذلك من أجرٍ ومنزلةٍ عظيمةٍ عند الله سبحانه.[1]
فضل الصلاة على النبي
أرسل الله سبحانه وتعالى نبيّه محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم رحمةً إلى الأمم كلّها، على عكس كلّ الأنبياء و الرسل قبله صلوات الله عليهم جميعاً، فكان كلّ نبيّ منهم مرسلاً لأمّته فقط، وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بالصّلاة على النبي، وذُكر في القرآن الكريم أنّ الله تعالى والملائكة الكرام يصلّون على النبيّ صلّى الله عليه وسلم، وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه في الحديث الصحيح في فضل الصلاة على النبي، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “مَن صلى عَلَيَّ واحدةً ، صلى اللهُ عليه بها عَشْرًا“،[2] فكانت الصّلاة على النّبي من الطّاعات المهمّة، ولمن يصلّي على النّبي أجرٌ عظيم، وخيرٌ كثير وعداً من الله سبحانه وتعالى ونبيّه الكريم صلّى الله عليه وسلم.[3]
طريقة الصلاة على النبي
أمر الله سبحانه المسلمين بالصّلاة على النبيّ، فقال في كتابه الكريم في سورة الأحزاب: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}،[4] لكنّ الصّلاة على النّبي صلّى الله عليه وسلّم ليست كما الصلوات الخمس، فلا ركوعٌ فيها ولا سجود، ولا قيامُ فيها ولا قعود، فقد ورد عن أهل العلم أن الصّلاة على النّبي صلّى الله عليه وسلّم، تكون لفظاً مرتبطاً بالإيمان، كأن تقول اللهم صلّ على سيّدنا محمد وعلى آل سيّدنا محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وهو ما روي في الحديث الصحيح عن كعب بن عجرة رضي الله عنه:
“قِيلَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أمَّا السَّلَامُ عَلَيْكَ فقَدْ عَرَفْنَاهُ، فَكيفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكَ؟ قالَ: قُولوا: اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ”،[5] والصلاة على النبي لا يشترط فيها وقتٌ أو زمانٌ أو مكان، ولكن هنالك بعض المواقف التي تستوجب الصلاة على النبي، كإن ذكر اسمه، أو عقب كلّ أذانٍ، وفي الدعاء ويوم الجمعة والتشهد في الصلوات وغيرها.[6]
كيفيات الصلاة على النبي
الخوض في الحديث عن طريقة الصلاة على النبي تقتضي الحديث عن الكيفيات العديدة للصلاة عليه، أو العبارات العديدة عن الصلاة على النبي، فإنّ للصّلاة على النّبي أجرٌ عظيم وبركةٌ تنزِل على من صلّى عليه، وهي طاعةٌ لله سبحانه وتعالى وامتثالٌ لأوامره، وهي دعاءٌ ينتفِع العبد به في الدّنيا والآخرة.
وهي دليلٌ على محبة الرسّول عليه الصّلاة والسّلام، وقد علّمنا النّبي صلى الله عليه وسلم كيفيّة الصّلاة عليه، عندما سأله أصحابة الكرام وأخبرهم أنّها الصّلوات الابراهيميّة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” عدَّهنَّ في يدَيَّ جبريلُ عليه السَّلامُ ، وقال جبريلُ : هكذا أُنزِلتْ من عندِ ربِّ العزَّةِ ، اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ ، كما صلَّيْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنَّك حميدٌ مجيدٌ ، اللَّهمَّ بارِكْ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ ، كما باركْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنَّك حميدٌ مجيدٌ ، اللَّهمَّ وترحَّمْ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ ، كما ترحَّمتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنَّك حميدٌ مجيدٌ ، اللَّهمَّ وتحنَّنْ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ ، كما تحنَّنْتْ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنَّك حميدٌ مجيدٌ ، اللَّهمَّ وسلِّم على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ ، كما سلَّمتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنَّك حميدٌ مجيدٌ”،[7]
وهذه الكيفيّة تستخدم في الصّلاة وغيرها، وأخبر العلماء بكيفيّة الصّلاة على النّبي خارج الصّلاة أيضاً، كأن يقول المرء: صلّى الله عليه وسلّم، وجدير بالصّلاة على النّبي أن تقترن بالتّسليم عليه، فإنّه يُكره أن تَذكر الصّلاة أو السّلام أحدهما دون الأخرى، والله ورسوله أعلم.[8]
أفضل صيغة في الصلاة على النبي
قد يتساءل المرء بعد الخوض في طريقة الصلاة على النبي عن أفضل صيغةٍ قد يصلّي فيها المرء على المصطفى العدنان صلّى الله عليه وسلّم، فمن المعلوم أنّه لم ترد صيغةٌ محددةٌ فيها أجرٌ مضاعفٌ وثوابٌ أكبر كما أخبر أهل العلم، ولكنّ الّنبي عليه الصّلاة والسّلام علّم أصحابه كيفيّة الصّلاة عليه، بأنّها اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد، استند أهل العلم على تلقين الرّسول عليه الصّلاة والسّلام أصحابه هذه الصّيغة، وقالوا بأنّها أفضل صيغة للصّلاة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لأنّه هو من علّم أصحابه إيّاها، وممّا لا شكّ فيه أنّ الأولى والأفضل الإكتفاء بالصّيغ الواردة عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم.[9]
طريقة الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم مقالٌ ذكر أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم خاتم النبيّين، وأنّ الصّلاة عليه لها فضلٌ عظيم وأجرٌ كبير، وتمّ ذكر طريقة الصلاة على النبي والتعريف بكيفيّات الصّلاة على النّبي، وذكرت صيغ الصّلاة الّتي وردت عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم وأفضلها، وأخبرت بتضاعف الأجر بكثرة الصّلاة على النّبي صلّى الله عليه وسلّم.
المراجع
- ^dorar.net , الأنبياء والرسل جمّ غفير , 21/09/2020
- ^صحيح الجامع , الألباني/أبو هريرة/6358/صحيح
- ^binbaz.org.sa , صيغة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم , 21/09/2020
- ^سورة الأحزاب , الآية 56
- ^صحيح البخاري , البخاري/كعب بن عجرة/4797/صحيح
- ^islamweb.net , صيغة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم , 21/09/2020
- ^شعب الايمان , البيهقي/علي ابن أبي طالب/8/691/اسناده ضعيف
- ^islamqa.info , الطريقة المثلى للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم , 21/09/2020
- ^islamweb.net , أفضل صيغة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم , 21/09/2020