وفي تفاصيل مهمة، لاحظت طهران ضغطاً أمريكياً لكشف تفاصيل مقتل الناشط في مجال الإغاثة ستيفن ترول الذي قتل في الكرادة قبل أكثر من أسبوع، فأوفدت رئيس الحرس الثوري إلى بغداد لتمييع التحقيقات حتى لا يظهر تورطها في تصفيته. وكانت مجموعة تطلق على نفسها «سرايا أهل الكهف»، أعلنت مسؤوليتها عن العملية ثأراً لمقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، ورئيس هيئة الحشد السابق أبو مهدي المهندس.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن ما سرع إيفاد قاآني إلى العراق تصريحات رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني الذي أعلن أن بغداد لديها من الخيوط ما يقود إلى من يقف وراء عملية اغتيال المواطن الأمريكي ستيفن ترول. وقال خلال لقائه عدداً من المحللين السياسيين إن مقتل المواطن الأمريكي جريمة توقيتها مقصود ويقف خلفها من يسعى لاختبار الحكومة. وأضاف: لدينا من الخيوط ما يوصلنا إلى الجناة وأتابع شخصياً سير التحقيقات. وأفصحت تقارير أخرى، أن طهران ليست راضية عن تقرب الحكومة العراقية الجديدة من الولايات المتحدة وتريد تصدير الأزمات وافتعال المشكلات لتكون هي المتحكمة في مفاصل القرار العراقي. فيما تحدثت التقارير عن أن واشنطن تريد محافظة العراق على تصدير النفط، وتسعى إلى زيادة التعاون التجاري ورفع عدد الشركات العاملة في مجال الصناعة النفطية. بالمقابل، فإن طهران زادت وتيرة التهديدات للعراق، بحسب ما تقوله التقارير، بعد أن هاجمت بلدة قرب أربيل قبل أيام، وسط توقعات بتصاعد تلك التهديدات والهجمات.
ورداً على الهجوم الايراني، أعلنت الخارجية العراقية أن بغداد ستتخذ إجراءات دبلوماسية عالية المستوى ضد طهران. ودانت بعباراتٍ شديدةٍ ما أقدم عليه الجانب الإيراني من قصفٍ مدفعي وبالطائرات المُسيَّرة، على عددٍ من مناطق إقليمِ كردستانِ العراق، أوقع العديد من المواطنينَ الآمنين بين قتيل وجريح. وحذرت من أن هذا النَهج الأُحاديّ العدائيّ لن يكونَ عاملاً للدفعِ بحلولٍ تُفضي للاستقرار، وهو مؤشر على خطر التجاوز السافر على سيادة العراق وأمن مواطنيه، وما يعكسه من تهديدٍ مُستَمِر سيتسبب بإرباكِ المنطقة ويرفع مستوى التوتر فيها.