جدول المحتويات
من الاعمال البدنية المفسدة للاخوة هو عنوان هذا المقال، الذي سيتناول أحد أهم الروابط التي تربط الناس ببعضهم وهو الأخوة، فقد خلق الله البشر وجعل بينهم روابط عديدة، ومنها روابط النسب أو الأخوة أو الصداقة وغيرها، ودين الإسلام دينٌ مبني على مكارم الأخلاق جعل لكلّ علاقة إنسانية حدود وآداب، وأمر كل المسلمين باتّباعها، وسنخصص هذا المقال لتوضيح الأخوة في الإسلام، والأعمال التي تفسدها.
الأخوة في الإسلام
الأخوة بالمعنى الخاص هي علاقة تربط بين شخصين أو طرفين بسبب نسبهما المشترك من أم أو أب، أو اشتراكهما في الرضاعة من نفس الأم، وهي علاقة ذات صفة دائمة مستمرة مع الزمن، أمّا الأخوة بالمعنى العام فهي علاقة تربط بين طرفين بدافع النسب أو الديّن المشترك أو الوطن المشترك أو القبيلة المشتركة، والأخوة الإسلامية هي علاقة تربط بين أي شخصين مسلمين على وجه الأرض، وهي صلة ذات صفة أبدية لا نهائية دائمة يشترك بها أي مسلم مع أخيه المسلم بصفة الإسلام وأداء عباداته من شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة والصيام والزكاة والحج، والمحافظة على الروابط المشتركة الأخوية الإسلامية أينما وجدوا وكيفما التقوا، وقد حثَّ دين الإسلام على المحافظة على الروابط الأخوية السليمة الطيبة، والعلاقة المبنية على الاحترام واحب والالتزام بالحقوق والواجبات.[1]
شاهد أيضًا: هل يدعو الاسلام الى مخالطة الناس
من الاعمال البدنية المفسدة للاخوة
إنَّ من الأعمال البدنية المفسدة للأخوة:[2]
- التهاجر: فلا يحل لأي مسلم أن يهجر أخاه المسلم، وينقطع عنه فوق ثلاث أيام، مهما كانت الأسباب أو الظروف، وقد ورد ذلك في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ” لا يَحِلُّ لِلْمُؤْمِنِ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ”[3]، فهو من الأمور التي تقلل من روابط الأخوة بين المسلمين، وتزيد الشرخ بينهم، وتولّد الضغينة والحقد والبغضاء، زهي أمور غير محببة في دين الإسلام.
- التعرض بالضرب: فلا يحلّ لأي شخص أن يتعرض لأخيه المسلم بالضرب، أو الاعتداء حتى لو كان ذلك من خلال النظر أو التهديد أو الشروع بفعل الاعتداء، وقد ورد دليل ذلك جليًّا في حيث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ” إذا شَهَرَ المسلِمُ على أخِيهِ سِلاحًا ، فلَا تَزالُ مَلائكةُ اللهِ تَلْعَنُهُ حتى يُشْيمَهُ عنْهُ”[4]
شاهد أيضًا: ما الأساليب العملية لتنمية الحب والثقة داخل الأسرة
مفسدات الأخوة
إنَّ مفسدات الأخوة هي الأمور التي تزعزع العلاقة بين الأخوة، وتعمل على إفسادها، وقد حدد دين الإسلام بعضًا من الأعمال التي تفسد العلاقة الأخوية ومنها نذكر:[5]
- الحسد: فإنَّ الحسد من الأمور التي تولد البغضاء بين الطرفين، وتعمل على زيادة الشرخ في العلاقة الأخوية، فإنَّ الحسد هو تمني زوال النعم عن الغير، وفي ذلك دليل على عدم المحبة أو الكره في بعض الأحيان.
- الظلم: وذلك من خلال انتهاك حقوق الآخر والاعتداء عليها، وعدم اعطاء كلّ ذي حق حقه.
- الخداع: أو التناجش كما ذُكر في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والتناجش هو الخداع في البيع أو الشراء، أو الزيادة في ثمن السلع بهدف الغبن لا بهدف الشراء، وفي ذلك انتهاك للأخلاق الإسلامية في البيع والشراء والتجارة.
- الخذلان: فعلى المسلم نصرة أخيه المسلم وعدم خذلانه، وخصوصًا إذا كان ذلك بهدف إظهار الحق ونصرته، فإذا احتاج المرء لأخيه المسلم لابد أن يقف بجانبه ويساعده.
- القطيعة والهجران: وذلك من خلال التخاصم والقطيعة، ولانقطاع عن الآخرين وعدم مخالطتهم والحديث معهم، بسبب خلاف أو سبب ما.
- التّحقير: وذلك من خلال تقليل شأن الآخر أو التقليل من أهميته، والعمل على إهانته من خلال ذلك.
- العرض: وهو كل ما هو عرضة للمدح أو الذم عند الإنسان، والعرض الذي يفسد الأخوة هو التعرض للآخر بالمبالغة بالذم أو المدح.
- التّكذيب: وهو الادعاء على الآخر بأنَّ أقواله التي يقولها غير صحيحة، وهي بالأصل صحيحة؛ وذلك لغاية أو هدف في نفس الشخص.
وقد لُخصت الأفعال السابقة في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الذي بيّن لنا الآداب التي يجب على كلّ إنسان مسلم الالتزام بها وعدم انتهاكها، وذلك في حديثه الشريف: “لا تَحاسَدُوا، ولا تَناجَشُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، ولا يَبِعْ بَعْضُكُمْ علَى بَيْعِ بَعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هاهُنا ويُشِيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ حَرامٌ، دَمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ”[6]
شاهد ايضًا: اهمية التواصل مع الاخر في ازالة سوء الفهم بين طرفين
واجبات الأخوة
إنَّ على كل مسلم معرفة حقوق أخيه المسلم عليه، والأمور التي يجب أن يراعيها في التعامل مع أخوته المسلمين، ومن هذه الحقوق نذكر:
- رد السلام: فمن واجب المسلم على أخيه المسلم رد السلام، وإلقاء التحيّة التي أمر بها الإسلام.
- الستر: وهو عكس الفضح، أي إنَّ من واجب المسلم ستر عيوب أخيه المسلم، والمحافظة على أسراره وعدم نشرها وفضحه.
- زيارته عند المرض: فإنَّ عيادة المريض من الأمور التي وصّى بها الإسلام، وحثَّ عليها رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم.
- حسن الجوار: وذلك بصون حقوق الجار، وعدم الاعتداء عليه أو انتهاك حقوقه، ومعاملته معاملة حسنة جيدة، فقد كان صلّى الله عليه وسلّ حَسن الجوار والمعشر.
- صون العرض: وعدم انتهاك حرماته، بالكلام أو النظر أو الشتم أو اللعن والسب أو بأي وسيلة كانت، فهو من الحرمات التي أمرنا الإسلام بعدم التعرّض لها.
- نشر السرور: فإنَّ إدخال المرء الفرح والسرور لقلب أخيه المسلم هو من أحب الأمور التي يمكن أن يفعلها الإنسان، ويكون ذلك بقضاء حاجته أو دينه، أو مساعدته في تفريج همه.
- الألفة:وهي من الأمور التي وصّى بها الإسلام ورسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم، فإنَّ في نشر الألفة زيادة في الروابط بين المسلمين وزيادة في المحبة بينهم.
شاهد أيضًا: اسباب تؤدي الى عدم التسامح مع الاخر المختلف
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي تناول موضوع من الاعمال البدنية المفسدة للاخوة، والذي بيّن لنا مفهوم الأخوة في الإسلام، والاعمال البدنية المفسدة للأخوة، ومفسدات الأخوة، وواجبات الأخوة في الإسلام.