توثيق قصص موهوبين بلغة الإبداع ورؤى حيّة

تجلّت العديد من إسهامات الموهوبين في المنطقة الشرقية من بوابة مبادرة «الشرقية تُبدع»، حيث الانهماك في الإبداع والإيحاء من الفكر، وهذا ما يثير فضول العديد منهم لإدراك حقيقة الإبداع بأشكال مختلفة وتسلسل يدمج بين معرفتهم وعالمهم الواقعي، لصياغة ما هو أكثر تميزًا سواء في التعلم، الإنتاج، المشغولات، والنقوش وغيرها الكثير من التجارب العلمية والمهنية الحافلة بسيل من الإبداع والمنبثقة من التخيّل دون تقوقع. فمن داخل جمعية البر في مدينة الأحساء، أطلق المركز الثقافي للفتيات الصم بالأحساء العنان للمستفيدات عبر ورشة عمل تدور حول طرق التواصل مع الصم بالمواقع السياحية، التي تستهدف مرشدات السياحة بالشرقية، بدعم من الاتحاد السعودي لرياضة الصم وتقديم حصة القديمي، بحضور نائبة المركز الثقافي للفتيات الصم بالأحساء أمل العيسى، إذ تضمنت العديد من المحاور التي تناولت نبذة عن ثقافة الصم، مع سرد الخطوات المتعلقة بإتقان لغة الإشارة بطرق حديثة مع الإسهاب في عناصرها وما آلت إليه تلك اللغة من مستجدات وكل ما يتعلق بآلية التدريب والتأهيل وعلاقته بالجانب السياحي سواء للمواقع الأثرية وأبرز الكلمات الشائعة في القطاع السياحي، فالمرشدة السياحية نعيمة الخميس وصفت الورشة ذات الطابع الإبداعي بأنها: «فرصة للتعرّف على الاختلافات المتعددة للغة الإشارة، كما يمكننا اعتبارها بأنها منصة التقاء وتواصل بين أطياف المجتمع، إذ تضمنت مصطلحات جديدة وطرقًا مستحدثة لاسيما أنها بمثابة دورات تدريبية متقدمة تحت مظلة «الشرقية تُبدع». جمعية طيف التوحد في مدينة الجبيل بادرت بطرح ورشة عمل استمرت على مدى 3 أيام تضمنت التعريف بطيف التوحد عبر تجربة واقعية افتراضية لطفل توحدي استطاع من خلالها إبراز مكامن إبداعه وقدرته على التعايش مع المجتمع، كما تضمنت الورشة التعريف بالقسم النفسي وقسم النطق والتخاطب وكيفية التدريب على ذلك، مع عرض مجموعة أعمال رسم إبداعية لطفل توحدي، أدهش المشاركين بإبداعاته برسومات فنّية لافتة وبأسلوب ينبض بالحياة. وألقت جمعية درر لرعاية الطفولة بالأحساء الضوء على برامج فريدة تتعلق في تدريب الطفل على صناعة الفكرة والحفاظ عليها بتطويرها وكيفية استثمارها مستقبلًا، باعتبار أن الموهبة تنمو من مراحل مبكرة تمتد لمراحل عمرية متقدمة توقظ ذكاء الطفل؛ ليستكشف لاحقًا أن الإبداع سمة ذات ديمومة تحرص على الاستعانة بالقدرات البشرية، وهذا ما أُسبغ بين الطلبة المشاركين أيضًا الذين وجدوا ضالتهم في الفنون والأنشطة التي خرجت عن طابعها التقليدي إلى قوالب أكثر حداثة تواكب ميول الموهوبين منهم. يذكر أن العديد من الجهات المشاركة في مبادرة «الشرقية تُبدع» كمؤسسة نقش الضوء، قطن لأطفال، مركز مدينة الصغار للترفيه، غسق، جمعية التوعية بتراث المنطقة الشرقية (تراث)، وجهات أخرى تمثّلت مشاركاتها بتنوّع زاخر استطاع نقل المستفيدين من عالم الخيال إلى الحقيقة، تعبيرًا عن ماهية الإبداع وقدراته في تحويل شتى أنواع المعارف إلى مواهب، وذلك للوقوف على الرؤية والانطباعات لمستقبل مُبهر أكثر إشراقًا.