لماذ خلق الله البشر مختلفين في قدراتهم وميولهم

لماذ خلق الله البشر مختلفين في قدراتهم وميولهم هو موضوع هذا المقال، فقد كرّم الله تعالى الإنسان عن باقي المخلوقات ووهبه العقل ليتفكّر به وليفهم وليستوعب كلّ ما هو حوله والعقل هو أداة التّفكّر في مخلوقات الله تعالى وهو دليل الإنسان الّذي يقوده إلى توحيد الله سبحانه وتعالى وعبادته والانصياع لأوامره وتجنّب ما نهى عنه.[1]

ما الحكمة من خلق البشر

خلق الله تعالى البشر وجعلهم شعوباً وقبائلاً وأسكنهم الأرض ليستعمروها ويعيشوا بها ويتكاثروا فيها وسخّرها لهم وسخّر السّماء لتنزل عليهم من خيراتها، واصطفى منهم الأنبياء والرّسل عليهم السّلام ليأمروهم بتوحيد الله تعالى الّذي خلقهم وطاعته في فيما أمر ونهى عنه والمداومة على التقرب منه بشتّى أشكال العبادة وليمشوا في طريق الحقّ الّذي يوصلهم إل جنان الخلد ونعيمها   وقد بيّن الله سبحانه وتعالى للإنسان أنّ الحكمة من خلقه وإسسكانه الأرض هو العبادة والطّاعة له جلّ جلاله حيث قال في محكم تنزيله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}،[2] وإن الله تعالى قد وعد من أطاعه ومشى على خطى الأنبياء عليهم السّلام واتّبعهم بالرّزق الوفير والسعادة والحياة الكريمة في الّنيا والأجر العظيم وجنّة النّعيم في الآخرة أمّا من عساه لفه ضيق الحال وضيق الرّزق والتّعب والشّقاء في الدّنيا وعذاب جهنّم والخلود فيها في الآخرة إلا من رحم الله جلّ وعلا والله أعلم.[3]

لماذا خلق الله البشر مختلفين في قدراتهم وميولهم

خلق الله البشر من نفسٍ واحدةٍ وهي آدم عليه السّلام وإنّه قد خلق من قبضة تراب من جميع أنواع تراب الأرض فجاء نسل آدم بألوانٍ مختلفةٍ وكما أنّ الأرض فيها الجبال العالية والصّخور القاسية والسّهل فقد جاء البشر مختلفي الطّباع والميول والقدرات، وكلّ جيلٍ جديدٍ يأتي مختلفاً عن الجيل الّذي سبقه شكلاً وتفكيراً وحتّى من حيث القدرات واللّغات لكن لماذا خلق الله البشر مختلفين في قدراتهم وميولهم ؟ وذلك لحكمةٍ عظيمةٍ أراد أن يعرفها النّاس وهي أنّ قدرة الله سبحانه وتعالى مطلقة وهو الخالق المبدع في خلقه، وقد خلقهم مختلفين ليكمّل كلٌّ منهم الآخر ويعمّروا الأرض معاً وليتعاونوا فيها والاختلاف رحمةٌ من الله سبحانه وتعالى فيتحقّق التّكامل ما بينهم، لكنّ الله تعالى لو شاء لخلق النّاس كلّهم طبعاً واحداً ونسخةً واحدةً فهو قادرٌ على كلّ شيءٍ وما أراده يقول له كن فيكون والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: البحث عن ايات تدل على التامل في الكون وخلق الله

حقيقة الاختلاف بين البشر

لماذا خلق الله البشر مختلفين في قدراتهم وميولهم سؤالٌ ورد فيما سبق إجابته هي أن الله تعالى خلقهم مختلفين لحكمةٍ وغايةٍ عظيمةٍ وهي تلاحم النّاس والارتباط والتّكامل فيما بينهم، لكن ما حقيقة الاختلاف بين البشر؟ وتتضمن حقيقة الاختلاف بين البشر هي اختلافهم في مجالات الحياة ونواحيها فتتعدّد الآراء ووجهات النّظر وتكثر الأقوال والحوارات والمناقشات وبذلك تفتح على البشر آفاقٌ جديدةٌ في المجالات جميعها، فالنّاس مختلفون بالفطرة لكلٍّ دينه ومعتقداته ووجهات نظره الخاصّة ورأيه المنفرد به وكثيراً ما كان يسعى الإنسان لتوحيد البشر وجمعهم على قلبٍ واحدٍ ويدٍ واحدةٍ ليبنوا الأرض بسلامٍ ولتحقيق التّكافل والتّكامل والارتباط فيما بينهم والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: ما الواجب عليك تجاه اخوانك المؤمنين

أسباب اختلاف الناس

اختلف النّاس فيما بينهم في جميع نواحي الحياة ومجالاتها ممّا خلق لهم مساحاتٍ وآفاقٍ جديدةٍ للتّعلّم والتّفكير والتّطوير وهذه إجابة سؤال لماذا خلق الله البشر مختلفين في قدراتهم وميولهم ولكنّ أسباب اختلاف الناس هي كما يأتي:[6]

• اختلاف طرق إطلاق الأحكام بسبب اختلاف وجهات النّظر وطريقة التّفكير في القضايا بين النّاس.
• التّمسّك بشدّةٍ والتّعصّب للرّأي الشّخصيّ ورفض الاستماع للآخرين.
• عدم التّحكّم والسّيطرة على أهواء النّفس ورغباتها والانصياع لها واتّباعها.
• اختلاف المعتقدات الدّينيّة والطّوائف والمذاهب.
• اختلاف نسب الذّكاء وسرعة الاستيعاب والقدرة على التّفرق بين الصّواب والخطأ.
• وهذه بعضٌ من أسباب اختلاف النّاس فيما بينهم والله أعلم.

لماذا خلق الله البشر مختلفين في قدراتهم وميولهم مقالٌ تحدّث عن عقل الإنسان وعن الحكمة من خلق البشر ولماذا خلق الله البشر مختلفين في قدراتهم وميولهم كما ذكر أيضاً حقيقة الاختلاف بين البشر وأسباب اختلاف الناس.