من هو سيد الشهداء موقع

من هو سيد الشهداء، حيث أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أعطى لكلّ صحابيّ من صحابته الكرام لقبًا بما يتميّز به، حيث أنّه لكلّ صحابيّ صفةٌ أو عملٌ يتميّز به عن الآخرين رضوان الله عليهم أجمعين، وإنّ جميع الصّحابة الكرام هم أولو فضلٍ وهم خير القرون كما وصفهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وموقع يهتمّ بمساعدتنا على معرفة الصّحابيّ الجليل الّذي حمل لقب سيد الشّهداء.

شهداء غزوة أحد

إنّ غزوة أحد هي إحدى الغزوات الّتي خاضها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد الهجرة النّبويّة المباركة، وقد وقعت في السّنة الثالثة للهجرة في شهر شوّال، وقد كانت نتيجة هذه الغزوة بأن انتصر المشركون على المسلمين بعدما تخلّف بعض الصّحابة من الجنود المسلمين عن تنفيذ ما أمر به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقد استشهد في هذه المعركة الكثير من الصّحابة الكرام من الأنصار والمهاجرين وقد بلغ عددهم سبعين شهيدًا، ومنهم:[1]

• حنظلة بن أبي عامر.
• حمزة بن عبد المطّلب.
• عمرو بن الجموح.
• عبد الله بن عمرو بن حرام.
• سعد بن الربيع.
• أنس بن النّضر.
• عبد الله بن جحش.
• مصعب بن عمير.
• شماس بن عثمان.

من هو سيد الشهداء

إن سيد الشهداء هو الصّحابيّ الجليل حمزة بن عبد المطّلب رضي الله عنه، وهو عمّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأخوه من الرّضاعة، وهو أحد شهداء غزوة أحد السّبعين، والّذين نزل فيهم قول الله تبارك وتعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.[2]وقد لُقب أيضًا بأسد الله ورسوله رضي الله عنه وأرضاه، وقد سقط شهيدًا في غزوة أحد ومعه تسعٌ وستّون من الصّحابة، وكان مقتله على يدّ العبد وحشيّ، ومثّل المشركين بجثّته بعد قتله فضاعف ذلك حزن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليه، ودفن في المكان الّذي اُستهد فيه في أرض أُحد، وحزن رسول الله عليه وكذلك الصّحابة حزنًا شديدًا، فقد أعزّ الله تعالى المسلمين بإسلام حمزة، وكان حمزة من أقرب الصّحابة إلى رسول الله، وهو سنده وحمايته ومستشاره، رضي الله عنه وأرضاه.[3]

شاهد أيضًا: الصحابي الذي خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين هو

من هو حمزة بن عبد المطلب

هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان الّذي هو من نسل إسماعيل النّبيّ عليه السّلام، وقد ولد قبل العام الفيل بعامين، وقد كُنّي بأبي عمارة رضي الله عنه، وكان من خيرة الصّحابة الكرام، يدافع عن الإسلام والمسلمين بكل ما آتاه الله تعالى من ملكٍ وقوّة، والله أعلم.[3]

صفات حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء

عُرفت عن حمزة سيّد الشهداء العديد من الصّفات أبرزها القوّة الجسديّة والشّجاعة والجسارة، وازدادت هذه الصّفات بعد أن أنعم الله تعالى عليه بأن هداه إلى طريق الحق، وكان صاحب علمٍ بكيفية القيادة الصّحيحة ماهرًا في ذلك، كما أنّه اتّصف وتميّز بحنكته ورأيه الصّائب وخبرته في القتال والحروب، وعُرف عنه الذّكاء وسرعة البديهة والإرادة القويّة والأخلاق الرّفيعة والورع والتّقى، كذلك قوّة إيمانه وحبّه وإقباله على فعل الخيرات والطّاعات، رضي الله عنه وأرضاه.[3]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي تسلم عليه الملائكة

إسلام حمزة بن عبد المطلب

بمعرفة من هو سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، فإنّ من المهم أن يتمّ المرور على قصة إسلام حمزة، حيث أسلم الصحابي حمزة بن عبد المطل بعد الهجرة الأولى إلى الحبشة، حيث قد كان خارجًا إلى الصيد كعادته، وفي هذه الأثناء مر أبو جهل بالنبي صلى الله عليه وسلم فسبّه واعتدى عليه بالحجارة حتّى شجّ رأسه وسال دمه الشريف، وعند عودة حمزة من الصيد وقفت إحدى الجواري تقصّ عليه ما حدث، وقد كان حمزة يدافع عن ابن أخيه بالرغم من عدم إسلامه بعد، فانطلق حمزة نحو أبي جهل بعد سماعه الخبر، وكان لا يزال يجتمع بالناس ويتفاخر بما أذى به النبي صلى الله عليه وسلم، وضرب حمزة أبا جهلٍ بقوسه على رأسه حتى سالت دماؤه أمام عشيرته وقومه، واستنكر عليه شتمه وهو على دينه، وفي هذه الحادثة أعلن إسلامه ودخل في دين الله والله أعلم.[4]

شجاعة حمزة وقوته

إنّ حمزة بن عبد المطلب هو سيد الشهداء، وقد لُقّب بلقب أسد الله لشجاعته البالغة ولعظيم قوّته التي وهبه الله إياها، فقد أعزّ الله الإسلام بدخول حمزة فيه، حيث كان واقفًا يذود عن المسلمين بشجاعة ضدّ المشركين بعد إسلامه، وقد خاف المشركون أشدّ الخوف بعد إسلامه لمعرفتهم لمدى قوته وشجاعته، وأدركوا أنّ الحرب ستقوم بينهم وبين المسلمين فقد اشتدّت شوكة المسلمين بإسلام حمزة، فقد كان إسلامه رضي الله عنه درعًا منيعًا للمسلمين، وقد نذر نفسه للإسلام وقوته له، حتّى أطلق عليه النبي صلى الله عليه وسلم لقب أسد الله وأسد رسوله والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: الصحابي الذي اشتهر بحُسن صوته بالقرآن الكريم هو

من هو قاتل سيد الشهداء

إنّ قاتل حمزة سيّد الشهداء هو وحشي بن حرب الحبشي أبو دسمة، وقد قتله قبل إسلامه حينما كان مولى لطعيمة بن عدي، وقد قتله يوم أحد وهو يعدّ من سودان مكّة وكان أصله من الحبشة، ولمّا سارت قريش يوم أحد لملاقاة المسلمين، أخبره سيده جبير وكان يعلم أنّه ماهرٌ في الرمي، أنّه لو قتل حمزة بن عبد المطلب فسينال حريّته، فطمع وحشي بذلك فخرج مع القوم يتربص بحمزة حتّى ضربه بحربته وأصابه فيها بمقتل، وفرّ بعدها من المعركة، وقيل إنه أسلم مع أهل الطائف وروى للنبي صلى الله عليه وسلم قصّة قتله لحمزة، وبعد وفاة النبي كان هو من قتل مسيلمة الكذّاب والله ورسوله أعلم.[3]

حزن الرسول على موت حمزة بن عبد المطلب

إنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه استشهاد سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب خرج يبحث عنه في الوادي، فلما شاهده وقد مُثّل به، حزن حزنًا شديدًا وقد توعّد المشركون بالتمثيل بهم كما مثّلوا به، حتّى أنّه سيمثّل بثلاثين منهم كما فعلوا به، وذلك لشدّة حزنه صلى الله وسلم على عمّه ولشدّة سوء تعامل المشركين مع جثمانه الطاهر، وقد أنزل الله سبحانه وتعالى قوله: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ* وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ}.[5]  فصبر رسول الله واحتسب والله ورسوله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: من اخر من توفى من الصحابة وجانب من حياته ؟

إلى هنا نصل لختام مقال من هو سيد الشهداء، الذي سلط الضوء على شهداء غزوة أحد، وعرّف بحمزة بن عبد المطلب وذكر صفاته ومناقبه وقصّة إسلامه، وذكر من هو قاتل سيد الشهداء وسلط الضوء على حزن النبي على موت حمزة رضي الله عنه.