طهران تلاحق الأكراد وترفض التعاون مع الحقوق الأممية

تستهدف ضربات الحرس الثوري الإيراني الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني. وهذه ليست المرة الأولى، ولكن الضربات الأخيرة استهدفت كذلك مجموعات أخرى من المعارضة الكردية الإيرانية في شمال العراق، تتزامن مع الأوضاع السياسية المضطربة التي تعيشها إيران.

وتصف إيران هذه الجماعات بأنها «إرهابية» متهمة إياها «بتهريب أسلحة» من العراق، والمساهمة في تأجيج التظاهرات التي تشهدها إيران منذ 16 سبتمبر، إثر وفاة الإيرانية الكردية مهسا أميني، ومن جهة أخرى استدعت إيران السفير الألماني لديها، بعدما قدمت بلاده مشروع قرار أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، نتج عن تبنّيه تشكيل لجنة تحقيق دولية في قمع الاحتجاجات في إيران.

وأعربت عن غضبها بعد تبنّي القرار، الذي جرى تقديمه من قبل ألمانيا وآيسلندا.

إرهاب النظام

وذكر مصطفى مولودي، القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المتواجد في كويسنجق، قائلا: «لا دليل على أننا هربنا أسلحة إلى إيران» ويتابع «إنها كذبة يطلقها النظام ليخفي الحقيقة على الناس، الإرهابي الحقيقي هو النظام».

ويفيد محللون أن الأنشطة العسكرية لهذه الجماعات، تراجعت كثيرا في السنوات الأخيرة إلا أنها لا تزال تنشط من الخارج.

ويشدد فرخبور على أن حزبه يناضل من أجل «إيران فيدرالية»، تقام فيها محافظة كردية تملك صلاحية اتخاذ قرارات على المستوى المحلي، وتتمتع بحكم ذاتي واسع.

رفض التعاون

وأضاف متحدث الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمر صحفي، «لن نتعاون أبدا مع بعثة تقصي الحقائق حول قضايا حقوق الإنسان المزعومة».

وكان مجلس حقوق الإنسان الأممي وافق الأسبوع الماضي، على تشكيل بعثة لتقصي الحقائق بشأن ما وصفها بمزاعم ارتكاب «انتهاكات» في الاحتجاجات، التي تشهدها إيران منذ أكثر من شهرين.

واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية سفير ألمانيا لدى البلاد هانس أودو موتسل اليوم، للاحتجاج على تصريحات مسؤولين ألمان، اعتبرتها طهران «تدخلا» في شؤون البلاد. وأوضحت وكالة تسنيم الإيرانية أن استدعاء السفير، جاء «عقب قيام ألمانيا بعقد الاجتماع الخاص لمجلس حقوق الإنسان، بشأن الأحداث الأخيرة في إيران وتكرار التصريحات التدخلية، التي لا أساس لها من قبل المسؤولين الألمان».

وذكرت أنه جرى إبلاغ السفير الألماني، بأن القرار الأخير الصادر عن اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، هو «خطوة خاطئة تستند إلى نهج سياسي تماما، واستغلال لحقوق الإنسان كأداة، وهو مرفوض من الأساس».

ولاحقا، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أن إيران استدعت السفير الألماني، وسط خلاف دبلوماسي بين البلدين بسبب إدانة برلين لحملة قمع الاحتجاجات في إيران.

وأكدت الوكالة الإيرانية على أن طهران أوضحت أنها «لن تتعاون مع أي آلية» مبنية على هذا الأساس. تهم الشغب

كما اتهم كنعاني في المؤتمر الصحفي، الولايات المتحدة والغرب، بالتدخل في تلك الاحتجاجات، مؤكدا على أن إيران لديها دلائل وشواهد، على ما وصفه بدورهم في «إثارة الشغب».

وتطرق أيضا إلى الملف النووي، حيث أكد على التزام طهران بالطرق الدبلوماسية، فيما يخص الاتفاق النووي، بينما أشار إلى أن أوروبا لا تريد تقديم تنازلات.

وأضاف أن الحكومات الأوروبية المشاركة في الاتفاق، «أثبتت أنها تريد أن تسير وفقا للسياسات الأمريكية». وتابع «الأمريكيون يطرحون شيئا يوحي بأنهم لا يريدون الاستمرار في المفاوضات، فيما يواصلون إرسال الرسائل إلى إيران، ونحن ملتزمون بالاتفاق».