فرض صيام رمضان في السنة

جدول المحتويات

فرض صيام رمضان في السنة، فالصوم من العبادات التي فرضها الله عزّ وجلّ على عباده المسلمين فهو الركن الرابع من أركان الإسلام وأداؤه فرضٌ في شهر رمضان الذي يُعدّ الشهر التاسع بعد شهر شعبان في التقويم الهجري والذي يتميّز بمكانة الخاصة من الفضل والاستجابة ومضاعفة الأجر، ومن خلال موقع سيتمّ التعرُّف على مفهوم الصيام في اللغة والاصطلاح والتعرُّف أيضًا على فضائل شهر رمضان المبارك.

 مفهوم الصوم

يُعرف الصيام في اللغة بأنّه الكَفّ والإمساك عن فعل شيء معيّن قال تعالى في سورة مريم {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً}[1] وصوْمًا في هذه الآية الكريمة تعني الكفّ والإمساك عن الكلام، أمّا في الاصطلاح والشرع يُعرّف الصوم بأنّه الامتناع عن الطعام والشراب من طلوع الفجر حتى غروب الشمس وتطهير النفس من الأخلاق السيئة كالكذب والشرّ وتعويدها على الأخلاق الكريمة والفاضلة بنيّة العبادة وهو من أفضل العبادات التي يتقرّب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، ففي حديثٍ قُدُسيّ عن النبي ﷺ: “قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: كلُّ عَملِ ابنِ آدمَ لَهُ إلَّا الصِّيامَ هوَ لي وأَنا أجزي بِهِ، الصِّيامُ جُنَّةٌ، فإذا كانَ يومُ صومِ أحدِكُم فلا يرفُثْ، ولا يصخَبْ، فإن شاتمَهُ أحدٌ أو قاتلَهُ، فليقل: إنِّي امرؤٌ صائمٌ. والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ، لخلوفُ فمِ الصَّائمِ أطيَبُ عندَ اللَّهِ من ريحِ المسكِ”[2].

شاهد أيضًا: متى تبدا صلاة التراويح ومتى تنتهي

فرض صيام رمضان في السنة

فُرِض صيام شهر رمضان المبارك على المسلمين في السنة الثانية للهجرة في شهر شعبان أي بعد شهر تقريبًا من تحويل قبلة المسلمين من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة، وبذلك أصبح الصيام فرض على كل مسلم بالغ عاقل وقادر على ذلك دون وجود أي مانع يحول بينه وبين ذلك، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[3]، كما حدّدت الشريعة الإسلامية أحكامًا مفصّلة للصوم كشروطه وأحكامه وأركانه ومبطلاته ومواعيده وغيرها، إذ شرع الله سبحانه وتعالى الصوم كوسيلة لابتغاء تقواه وتربية النفس البشرية على التحمُّل وقوة الإرادة وتطهير البدن وإكسابه الصحة والقوة وفيه رحمة وعطف على المساكين.

متى فرض الصيام بالتاريخ الميلادي

فُرض الصيام على المسلمين في السنة 624 ميلادي في المدينة المنورة عقب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إليها، إذ صام النبي صلى الله عليه وسلم تسع مرات في تسع سنوات قبل وفاته في السنة الحادية عشرة للهجرة؛ وبذلك أصبح المسلمون يصومون شهر رمضان في كل عام تقرُّبًا إلى الله عزّ وجلّ وتطبيقًا لدينهم الحنيف واقتداءً بنبيهم صلى الله عليه وسلم.

شاهد أيضًا: ما هي الثلاث مراحل التي فرض فيها الصيام

من أول من فرض عليهم الصيام في شهر رمضان

اختلف العلماء المسلمون في تحديد أول من فرض عليهم الصيام لكن الصيام كان مفروضًا على أمم الأنبياء الذين سبقوا النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[3]، وبناءً على الكثير من المصادر الدينية فإنّ أبو البشر آدم عليه السلام هو أول من صام من البشر في التاريخ ومن بعده نوح عليه السلام؛ إذ صام سيدنا آدم ثلاثة أيام من كل شهر عقب نزوله من السماء إلى الأرض وتقبُّل الله دعاءه وتوبته أي كوسيلة لشكره تعالى والتقرُّب إليه.

فضل صيام شهر رمضان

ورد في الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة فضائل شهر رمضان المبارك والثواب الذي يلحق المسلم الصائم القائم الذي يؤديه على أحسن وجه ومن أبرز فضائل هذا الشهر المبارك ما يلي:[4]

  • تُفتح في هذا الشهر أبواب الجنان وتُغلق فيه أبواب النيران وتُصفّد فيه الشياطين ليحصل المسلم على الفرصة الأكبر في الابتعاد عن الذنوب والمعاصي والتقرُّب إلى الله تعالى بما يرضيه.
  • يُعدّ هذا الشهر شهر نزول القرآن الذي نزل تحديدًا في ليلة القدر التي يعادل خيرها ألف شهر.
  • فرصة للمسلم لأداء الطاعات والتراويح والتهجُّد لله تعالى لنيل الأجر والثواب ومغفرة الذنوب وتكفير الخطايا.
  • الصوم شفيع لصاحبه يوم القيامة وسبب في دخوله الجنة.
  • شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران واستجابة الدعاء.
  • الأجر فيه مضاعف فالعمرة في رمضان تعادل الحجة.
  • شهر رمضان شهر الجود والإحسان والصدقات.
  • شهر الصبر لحبس المسلم نفسه عن شهواته ومحبوباته وما جزاء الصبر إلا الجنة.

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام بدون سحور

وبهذا القدر نصل إلى نهاية هذا المقال الذي تمّ من خلاله التعرُّف على الإجابة الصحيحة لسؤال فرض صيام رمضان في السنة بالإضافة إلى التطرُّق لمفهوم الصوم في اللغة والاصطلاح والتعرُّف أيضًا على فضائل شهر رمضان المبارك.

المراجع

  1. ^سورة مريم , الآية 26.
  2. ^صحيح النسائي , أبو هريرة، الألباني، 2216، صحيح.
  3. ^سورة البقرة , الآية 183.
  4. ^marefa.org , رمضان , 30/03/2022